م / محمد شكري علوان
أن ينكر الإنسان نعمة الله فهذا من الجحود ، أن يري الإنسان آيات الله ظاهرة وواضحة ثم لا يتوب ولا يرعوي فهو تبجح لا يليق ، وقد حدثنا القرآن الكريم عن قوم موسي ومدي جحودهم بعد أن رأوا آيات الله وشاهدوا هلاك فرعون ومع هذا عبدوا العجل من دون الله تعالي .
والواضح أن لهم أتباعا علي الدرب سائرون فكم من أناس شاهدوا نقمة الله علي المخلوع وأعوانه وأسرته ومازالوا في طغيانهم يعمهون ، أليس من جحود الآيات بل والتبجح بإقدام رموز المخلوع على الترشح لمنصب رئيس الجمهورية الأول في عهد الثورة ؟! أليس من التبجح أن يطل علينا الفلول لإجهاض الثورة وإعادة إنتاج نظام مبارك من جديد ؟! ، ؟! ، أليس من الجحود حرمان الشرفاء من بناء بلدهم بواسطة أعوان المخلوع ؟! نعم إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور . الحالة المصرية تستدعي من الجميع اليقظة وترك الفرقة وتذكر الثوابت واسترجاع الأهداف وتجديد الوسائل والإجراءات قبل فوات الأوان ونركز علي الآتي :-
أهداف الثورة
- القضاء علي نظام «مبارك» الفاسد ، ومحاكمته و كل رموزه بتهم " إفساد الحياة السياسية ، والاستبداد ، والنهب المنظم لثروات مصر ، والتفريط في موارد الوطن بتصدير البترول والغاز إلى العدو الصهيوني وغيرها "
- القضاء علي كل صور الاستبداد والفساد السياسي والاقتصادي وكل معوقات التطور الديمقراطي
- الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين ، وإلغاء المحاكم والأحكام العسكرية والاستثنائية
- تطهير وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، واستبعاد جميع القيادات المتورطة في الفساد والتعذيب ، وتطهير الجهاز الإداري للدولة والمحليات، وشركات قطاع الأعمال العام من القيادات الفاسدة، وتقييم أداء الأجهزة الرقابية وتطويرها .
- تشكيل جمعية تأسيسية منتخبة لوضع دستور جديد يتناسب وقدر مصر .
- إقرار الحريات بكل أنواعها لجميع المواطنين .
- تحقيق العدالة الاجتماعية ، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين .
- تحقيق التنمية المستدامة والانطلاق نحو النهضة الشاملة للبلاد .
- العودة بمصر إلي دورها الريادي علي المستوي الإقليمي والعالمي .
أخطاء المجلس العسكري
- التهاون والتراخي في التعامل مع عناصر النظام المخلوع، والسماح باستمرارهم في مواقعهم وتمتعهم بمراكزهم وسلطاتهم وأموالهم
- التغافل عن الدور المشبوه للفلول المتمثل في الثورة المضادة، بدءً بموقعة الجمل، وأحداث الفتنة الطائفية، وأعمال الشغب وإثارة الفوضى ، وإحراق المجمع العلمي ، ومجزرة إستاد بور سعيد ، والأزمات اليومية للمواطن " الغاز – السولار – البنزين – الخبز " والانفلات الأمني والبلطجة ....
- السماح للفلول بتأسيس أحزاب جديدة بدلاً من الحزب الوطني المنحل بحكم من محكمة القضاء الإداري ، والترشح لمقاعد البرلمان، نظراً لعدم قيام المجلس العسكري بإصدار قانون إفساد الحياة السياسية ، ودون أن يلتفت إلى مطالب الأحزاب والقوى السياسية وائتلافات شباب الثورة، التي كانت تلح في المطالبة بحرمان فلول النظام البائد من مباشرة الحقوق السياسية .
- الاستجابة للضغوط الداخلية و الخارجية التي لا تتفق والمصلحة العليا للبلاد.
- الإدارة المرتبكة والمهزوزة للبلاد من خلال حكومات ضعيفة تسعي لتجريف المجتمع ، ومحاولة إصابته بالعجز والإعاقة في شتي المجالات .
استمرار الثورة واجب وطني
** مسؤولية كبيرة وواجب وطني كبير يقع على قوى الشعب جميعاً، ممثلة في أحزابه وهيئاته المجتمعية ومنظماته الشبابية والحقوقية وبرلمانه للحركة السريعة لإنقاذ الثورة والعمل علي تحقيق أهدافها ، وفاء لدماء الشهداء ، وآلام الجرحى ، بل أداء لحق مصر وتلبية لاستحقاقاتها .
** إظهار عافية الشعب واحتضانه لثورته واجب الوقت ، لردع الفلول ومحاسبة المفسدين ، والضغط علي المجلس العسكري للعودة إلي الطريق الصحيح .
رسائل سريعة
إلي المجلس العسكري : كم كان رصيدك عند شعبك عندما انحزت إلي ثورته ، عد إلي شعبك يزداد الرصيد
إلي المؤسسة الدينية : متى نري الاستقلال في الرأي ، والانحياز الكامل إلي الحق ، وعدم الخوف في الحق من لائمة أي لائم ؟!
إلي المؤسسات الوطنية ( الرقابية والمخابراتية ) لكم عند الشعب رصيد إياكم أن يضيع ، وما جهاز امن الدولة عناكم ببعيد ،
إلي كل القوي الوطنية : مرة أخري لنتجاوز الهم الشخصي والنظرة الضيقة ، لنعمل لمستقبل بلدنا وامتنا ولتتعانق شرعية الميدان وشرعية البرلمان.
( والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )

