د/ أحمد السعيد :
من الطبيعى أن يتولى الرئاسة فرد من المجتمع دون جماعة - أياً كان تنظيمها ودقتها وقوتها -, إلا أنى قصدت من عنوان المقالة تأييدى الكامل لمرشح هذه الجماعة المباركة التى ضحت وبذلت وعانت فى سبيل رفعة الوطن بل الأمة بأكملها, وفى سبيل رفع راية الإسلام وعودته لقيادة البشرية قاطبة.
المسميات لأفراد ترشحهم الجماعة ليس هو المهم بقدر مايحمله هؤلاء الأفراد من قيم ونهج ومبادئ فضلاً عن برنامج واضح المعالم قابل للتنفيذ والتحقيق على يد أى مرشح. ناهيك عن القوة المؤثرة لهذا المرشح المتمثلة فى جماعة تمتلك القدرات الفنية والعقلية والبشرية, وتمتلك حضور شعبيأ واسعاً - وهذا ليس تحيزاً بقدر ماهو واقع وحقيقة -.
إن معانى الظلم والإستبداد التى قامت الثورة للقضاء عليهما, فضلاً عن معانى الإستمرارية فى حكم الطاغوت لجميع مناحى الحياة وتحكمه فى مفاصل الدولة والذى ظهر جلياً فى أقصاء أحد أشرف أبناء هذا الوطن العزيز المنكوب لهو أمر مخزى ومحزن, ولكنه لايتجاوز أن يكون حكمة إلاهية أرادت الخير للأمة, ومن ثم الرفعة والعزة والتمكين لهذا الدين العظيم "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الورثين".
لن تُثَبَطْ الهمم والعزائم طالما وجدت النية الصالحة والفكر القويم والنهج السليم, ولن تَنْثَنِى الإرادات مهما علا النباح وكثر الصياح, فإن نور الله لايمكن أن تطفئه مثل هذه الخرافات والمحاولات والأفواه, فهو الأمل المنبعث من ظلام الظلم والفساد والإستبداد الذى عان منه مجتمع يخشاه الغرب والشرق لأن منه منطلق العزة والتمكين للإسلام والمسلمين – بإذن الله – "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولوكره المشركون".
لذا فمن الحكمة أن يعيد كلاً منا التفكير فيمن تبقي من المرشحين وإختيار الأنسب والأصلح لهذه المرحلة العصيبة التى يتكالب فيها كلاب الداخل والخارج لإجهاض الثورة وإعادة الحكم اللامباركى بمسمي جديد ولكن فى ثوب وسلوك قديمين, ولعل إرهاصات ذلك ومحاولات تنفيذه ظهرت منذ فترة طويلة وإرتفعت وتيرتها فى الأونة الأخيرة مع الإقصاء المشئوم للمهندس خيرت الشاطر وغيره. وأعتقد جازما ً أن الحكمة ستوصل صاحبها إلى دعم وتبنى مرشح الجماعة أياً كان إسمه أو شكله, فالإخوان يسعون لكي يُحكموا بكتاب الله وسنة رسول الله, على عكس الأحزاب وغيرها التى تسعى إلى الحكم وكرسيه وفقط.
إن تأكيد الترشح للدكتور محمد مرسى هو دليل على فطنة الجماعة وعلى مرونتها وقدرتها على التعامل مع مختلف الظروف وتحكمها فى خيوط اللعبة السياسية بشكل فيه من الذكاء والخبرة التى شهد لها القاصى والدانى. وهذا يعطى الأمان والطمانينة بأن لمثل هذه الجماعة الإمكانية على حل المعضلات والإشكاليات التى قد تجابه الأمة دون أن تكون القرارات على شكل ردود أفعال لحظية دون الأخذ بالحيطة والأسباب المستقبلية والمتوقعة.
وأعتقد أن الفارق بين المهندس خيرت والدكتور مرسى يشبه الفارق بين التوأمين المتماثلين والذى لايمكن تحديده أو تميزه إلا من خلال إختلاف الأسماء دون الشكل.
وهذا واضح لأن لكل منهما نفس المنهج ونفس الفكر بل ونفس البرنامح الإنتخابى والنهضوى.
ويتشابه الإثنان فى أن أياً منهما لم يسعى للترشح لهذا المنصب أو غيره وهو مايجعل حظوظهما الشرعية تتجاوز غيرهما بكثير فكما قال سيدنا رسول الله "نحن لانعطيها لمن طلبها", وهذا واضح فى الدفع بهما من خلال شورى ديمقراطية جماعية معلنة تم تزكيتهما من خلالها.
ومن منطلق أن العبادة لوقتها فإنى أعتقد أن واجب الوقت هو:
1. أن نبذل كل جهودنا وأموالنا فى سبيل دعم مرشح الجماعة.
2. والتأكيد والتوضيح لبرنامجه الإصلاحى.
وهذا يتطلب داخلياً:
1. تأمين الجبهة الداخلية للجماعة من خلال تأكيد معانى وحدة الصف وقوة ترابطه.
2. الثقة فى الجماعة وقراراتها.
3.تأكيد معانى الذاتية فى الحركة دون إنتظار التكليفات.
4. فهم طبيعة المرحلة وخطورتها.
5. المتابعة الحثيثة لرؤى الجماعة وتفسيراتها – إن أمكن-.
و يتطلب خارجياً:
1. الإلتحام بالمجتمع.
2. والغوص فى أعماق فئاته.
3. والتعامل مع مختلف أفراده.
4. وجعل الحكمة والموعظة الحسنة هى النهج مع كل جماهيره.
5. تقوية الجبهة المصرية الداخلية من خلال التوافقات بين القوى الثورية والفكرية المختلفة – بقدر الإمكان- لمواجهة التربصات والمحاولات المستميتة من اللهو الخفى المضاد للثورة.
وكذلك لاننسى أصولنا المبنية على:
1. حسن الصلة بالله.
2. والتوكل عليه.
3. وحسن الظن به.
4. والثقة المطلقة فى قدره ومراده.
5. وأن كل الأمور تسير على عينه ووفق رعايته لما فيه مصلحة مصرنا وأمتنا الكريمة.
فهذه هى عدتنا, وقوتنا, وسر ترابطنا ووحدتنا. ولن يكون ذلك إلا من خلال توجيه بوصلة نيتنا إلى رب الأرباب, وهازم الأحزاب, ومن بيده ملكوت كل شئ وهو على كل شئ قدير, ومن بيده جميع الأمور يقلبها كيفما شاء.
فما بالك برب يكلأنا برعايته وعنايته, وحريص على رفعتنا وعزتنا "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ", لذا فإن النصر والسيادة ستكون لهذا الدين ومن يحمل هم هذا الدين وهذا الوطن "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ".

