د/ محمد صبحى رضوان :
سمعت تعليقات كثيرة ردا على قرار الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية لكن أعجبنى ما ذكره وكيل مؤسسى حزب البناء والتنمية ( الجماعة الاسلامية ) بأن ما فعله الاخوان : حقا كانوا قد تنازلوا عنه ثم عادوا وطلبوه .
وأقول ان الأمر لايعدوا كونه من قبيل السياسة الشرعية لانه لايقع فى دائرة النصوص قطعية الثبوت والدلالة ورحم الله الاستاذ البنا حينما ذكر فى الاصل الخامس من الأصول العشرين الخاصة بركن الفهم : ( ورأي الإمام ونائبه فيما لا نص فيه، وفيما يحتمل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة معمول به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية، وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات، والأصل في العبادات التعبد دون الالتفات إلى المعاني وفي العاديات الالتفات إلى الأسرار والحكم والمقاصد) .
كما ان قرار الترشيح من عدمه يندرج تحت ما يسمى (القرارات السياسية) التى يمكن ان يتم صدورها فى ظروف معينة فاذا طرأت ظروف اخرى او تغيرت الظروف السابقة تغير القرار كما انه ليس قرارا استراتيجيا يجب الحفاظ عليه وعدم تغييره .
والمتابع لمسلك التيار الليبرالي وكثير من القوى المختلفة والأحزاب السياسية يجد انها غيرت كثيرا من قراراتها ومواقفهاوعلى سبيل المثال لا الحصر ( الهجوم على المجلس العسكري ومحاولات اجباره على ترك السلطة للمدنيين ثم التراجع فى ذلك والطلب منه الاستمرار – قرار المجلس العسكرى تسليم السلطة للمدنيين بعد ستة أشهر من الثورة ثم امام الحاح الليبراليين قرر مد الفترة الانتقالية - وعندما قرر الدكتور البرادعي الترشح للرياسة كان الامر عاديا ولما قرر الانسحاب ألحوا عليه وطلبوا منه تغيير ذلك القرار ) والامثلة كثيرة .
ولا أريد الاسترسال فى مبررات ودواعي تغير قرار الاخوان بالترشح (من تعمد تحويل مجلس الشعب من مجلس فاعل الى مجرد مكلمة ثم الاداء الهزيل للحكومة الحالية ثم تعمد اتباع سياسة الارض المحروقة أو مايسمى بالتهديم قبل التسليم ......الخ) , وذلك لأننى أريد الوصول للنقطة المهمة وهي انه منذ بضع شهور شكلت بعض الشخصيات العامة ما سموه بـ (لجنة المئة) وهذه اللجنة هدفها وضع المعايير والشروط المناسبة التى يجب ان تتوفر فى مرشح الرئاسة القادم تمهيدا لعرض هذا المرشح على الشعب ليلقى القبول لديه, ومن المهم ان اعرض على القارئ العزيز هذه المعايير التى توصلوا اليها وهي :
1- ان يكون له قبول شعبي
2- ان يتبنى اهداف الثورة
3- ان يستعصى على الاستقطاب الداخلى والخارجي
4- ان يكون له تاريخ نضالى مشرف
5- ان يحافظ على الثوابت الوطنية
6- ان يقبل التشاور
7- ان يكون حسن الادارة لحياته
8- ان يكون طاهر اليد واثقا من نفسه دقيقا فى أموره .
وأحسب ان شعب مصر العظيم بعد انضمام المهندس خيرت الشاطر لقائمة المرشحين يستطيع بسهولة بعد عرضهم جميعا على المعايير السابقة ان يحدد من هو الأوفر حظا فى نيل شرف العبور بمصر والانتقال بها الى مصاف الدول المتقدمة والمتميزة فى كافة المجالات.
بل أتمنى من أعضاء لجنة المئة ان يتجردوا ويحكموا العقل والمنطق ويعملوا ضمائرهم ويحددوا بدقة من تتوافر فيه المعايير السابقة من بين المرشحين لعرضه على الشعب تمهيدا لدعمه كما قطعوا على انفسهم ذلك.

