حازم سعيد :

 

هاجت صحف ساويرس وضيوفها الدائمون هذا الأسبوع وماجت ، وأعدت تقارير مفضوحة أرادوا فيها ادعاء الشرف والكرامة ، وهم ليسوا أهل ذلك ، محتجين على كلمات لفضيلة المرشد العام أصابت كبد الحقيقة حول الأداء الإعلامي لهذه الصحف ولفضائيات ووسائل إعلام أخرى سماها فضيلة المرشد بسحرة فرعون .

وقال فضيلته أن بعض وسائل الإعلام تحاول أن تبين للناس أن الإخوان هم الحزب الوطني الجديد .. إلى آخر ما قال عن حقيقة تلك الوسائل .

وقامت هذه الصحف بعمل تقارير واستضافات حول هذه الكلمات التي لم يسمعها - ولا واحد - ممن استضافتهم ، ليعيدوا ويزيدوا فى انتقاد فضيلته ، مرددين - كالببغاوات - ما لم يتثبتوا منه ، وما لم يفقهوا معناه .

شملت أسماء من استضافتهم هذه الصحف كلاً من : متواضع الفهم المسمى بعبد الحليم قنديل وجمال فهمي وكيل نقابة الصحفيين وجمال عيد - بتاع حقوق الإنسان - وبهي الدين حسن - بتاع حقوق الإنسان برضه - وياسر عبد العزيز وصفوت العالم ومحمد علاء أبو العزايم والدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان السابق والمستقيل من الجماعة وسعد هجرس وجمال الشاعر .

كلهم أدلى بدلوه ، وكان أقساهم عبد الحليم قنديل الذي شتم فضيلة المرشد والإخوان صراحة وعلى عادته فى طول اللسان والكبر والصلف والغرور ، وكان أبسط الشتائم وأقلها ما عنونت به المقالة .

 

ولنا مع هذا الكلام وقفة :

 

أولاً : هي ليست هجمة على الشخص وإنما على التيار والرمزية والجماعة :

وهي ليست إلا استمرار لسيل الهجمات المتتالية من هذه الوسائل والمنابر المأجورة ، والتي ليس لها مبدأ إلا الكذب ، ولا غاية إلا التدليس ، ولا يهمها إلا الهجوم على الشرفاء من الإخوان والسلفيين وغيرهم من الإسلاميين .

وتناولهم لفضيلة مرشدنا العام هو من هذا الباب ، لمكانته فى الجماعة ولرمزيته فى مصر بل فى الأمة الإسلامية ، بل فى العالم كله .

واتهامهم للإخوان نتيجة كلمات فضيلة المرشد التي أصاب بها الحقيقة ، إنما هي محاولة ادعاء شرف لا يملكوه ، ولطالما كممت أفواه الإخوان ، وكبلوا بالمعتقلات ، فما كان منهم إلا أن عفوا وصفحوا وقبلوا بالشراكة المجتمعية مع من اعتقلهم وكمم أفواههم ، فلا يمكن للإخوان أن يقصفوا قلماً أو يكمموا فاهاً أبداً .

 

ثانياً : الرجل الذي ينتقدوه هو أول من يعلمنا بالإخوان أن نتأدب مع الآخرين ، وأن نتواضع للجميع ، وأننا لا نحمل إلا الخير للجميع .

هذا الرجل القامة الذي نتعلم منه السماحة والخلق والأدب ، صاحب قلب رقيق ، وعقل دقيق ، ولسان فصيح ، ينطق ذكراً ، ويعلمنا خلقاً ..

أما فهمه وفقهه فحدث ولا حرج ، ويكفيه أنه رأس جماعة مباركة تحتوي الآلاف والملايين من أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والقانونيين والمستشارين ورجال الأعمال والمتفوقين فى كافة التخصصات ، وكلهم ارتضاه قائداً ومعلماً ومرشداً ، ذلك الأستاذ الدكتور البليغ البديع الذي حاز جائزة أنه أحد أعظم مائة عالم عربي ، وأسس كلية الطب البيطري باليمن ، وأشرف على مئات الرسائل للماجستير والدكتوراة بالعالم العربي ، ليأتي لنا رويبضة كعبد الحليم قنديل فيتهمه فى فهمه ..

 

ثالثاً : الكذب الصريح :

إن وسائل الإعلام التي لاكت كلمات المرشد بالتحريف هي وسائل مأجورة خائبة وقعت فى التناقض ، فنفس جريدة المصري اليوم التي أعدت تقريراً مطولاً استضافت فيه غير المتثبتين لينهالوا طعناً فى فضيلته ناسبين إليه التعميم فى شتم وسائل الإعلام ، هي نفسها الجريدة التي نقلت التقرير عن حديث فضيلة المرشد ونصت فيه : " واتهم بعض وسائل الإعلام بأنها مثل سحرة فرعون " .

 هذا عن المصري اليوم ، والبعض الآخر جعلها تعميماً ، كاليوم السابع والأهرام ، فهم الكذب بعينه ، حين وضعوا عناوين وأصلوا تأصيلات حول التعميم الذي قام به فضيلة المرشد ، وهم الكذابون .

 لأن فضيلة المرشد يتحدث عن الوسائل التي تشتم الإخوان وتلون الحقائق ، فلو أنك ضمن هذه الوسائل فلك الحق أن تنتفض لأنك بذلك تكمل مسلسل التجريح الذي اعتدت عليه ، ولو أنك خارج هذه الوسائل فماذا يضيرك ؟

 

رابعاً : حقيقة " بعض " وسائل الإعلام :

نعم ، هم الكذابون ، وهذا ديدنهم ، فهم كل يوم لا هم لهم إلا شتيمة الإخوان وانتقاد الإخوان ، والتلون فى الأفكار ، وإعادة صياغة النظريات لانتقاصهم ، فبين قيام الإخوان بعقد صفقات إلى احتكارية الإخوان واستئثارهم بالسلطة وإقصائهم الآخرين - كيف ومتي ؟ وهم لم يملكوا سلطة أبداً -

إن " بعض " وسائل الإعلام حقاً كسحرة فرعون يتلونون للناس ، ويزيفون الحقائق ، ويحتالون على المصريين لتنفيذ أجندات خاصة وإقناع المصريين بأباطيلهم ، وهم يقدمون حقدهم على الإخوان وعلى الإسلاميين فى ثياب من العسل داخلها السم الزعاف .

 

خامساً : قلة الأدب :

أما ما أكتبه فى هذه المقالة ، فلولا أني من الإخوان الذين أمروا بألا يجرحوا هيئات ولا أشخاص ، لعاملتهم بلغتهم وبما يستحقون ، ولعلمت عبد الحليم قنديل بالذات كيف تكون الشتيمة وقلة الأدب ، فلا أملك إلا أن أتوقف ، ولا أرد الإساءة بمثلها مكبلاً مقهوراً لا بطل ...

 

سادساً : الغرور والصلف العلماني :

وعبد الحليم قنديل بالذات هو نموذج للكبر والغرور والصلف العلماني ، واحترام الذات لدرجة تقديسها ، رغم ما هو عليه من سطحية وسذاجة وبساطة ، بل قلة وتواضع فهم .

حين يختلف عبد الحليم مع أحد ، فلابد أن يتعالى عليه ، وأن يتحدث بلغة الواثق الفقيه الذي لا يحسن أحد مثلما يحسن من الفهم والفقه ، ولابد أن يحبش كلامه بشتيمة ، لا بأس ..

يا عم عبد الحليم ، حين تريد أن تشتم ، تثبت قبل أن تشتم ، حتى لا تقع فى يد من يفضحك ، وصفحات تاريخك أنت بالذات ليست بريئة ، وسل اليوتيوب عن تسريبات أمن الدولة فى حقك ، فحين تريد أن تشتم أحد ، فتش أولاً فى نفسك ..

ومرة ثانياً لولا أنى من الإخوان لزدتك .. ولكن فى الإشارة ما يكفيك ، لو كنت تفهم .

 

سابعاً : وقفة مع الدكتور حبيب :

أما ما يحزننى هو أن أتناسى عشرة أحبائى وإخواني ، وأن أقف فى خندق أعدائهم ضدهم ، وأن أتشفى فيهم ، وأن أقع فى ذات ما انتقدت الآخرين عليه من قبل حين كنت فى الصف أتهم هذه الوسائل بأنها ضدي وتشتمني ، ثم لما اختلفت ومضيت لحالى بدأت أهادن هذه الوسائل وأفرح حين تشتم من كنت معهم يوماً ما ، وأسر حين تسخر ممن كنت رفيق دربهم يوماً ما .

قالوا قديماً : أحبب حبيبك هوناً ما فربما أصبح بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هوناً ما فربما أصبح حبيبك يوماً ما .

وقالوا أيضاً : الحر من راعى وداد لحظة وانتمى لمن أفاده لفظة .

فما بالك وهي لحظات بل سنوات مديدة ..

ألاختلاف لائحي أقع فى كل هذا التشفي والتسرع فى التهم والفرح بسخرية الآخرين ؟ أم هو أمر غير ذلك .. عافانا الله .

هل وصلت الرسالة يا دكتور ؟ أتمنى .

إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. إنا لله وإنا إليه راجعون .

===========

[email protected]

رابط لفيديو فضيلة المرشد كاملاً :

 http://www.youtube.com/watch?v=INVoN0po0PQ&feature=player_embedded