د. محمد صبحي رضوان

عنوان المقال : مقولة لمراسل إحدى القنوات الفضائية واصفا طابور الناخبين الطويل والمرهق المصطف أمام اللجان الانتخابية في انتخابات المرحلة الأولى , وقد توقفت كثيرا ولفتت انتباهي هذه المقولة عندما سمعتها ,والتي دلت على اقتباس رائع بين الواقع وبين حديث نبينا الكريم (ص) عندما وصف شهر رمضان المعظم قائلا ( أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ) مع الفارق بالطبع بين الوصفين .

والذي لاشك فيه أن الإقبال الكبير من شعبنا العظيم على التصويت في المرحلة الأولى وان كان البعض يعده مفاجأة إلا أن المدركين لبواطن الأمور لايعدونه كذلك انطلاقا من فهمهم لطبيعة شعب ذكي وألمعي كالشعب المصري .

وما حدث يجعلنا نقف أمام جملة حقائق أهمها ما يلي :

   1ـ من يراهن على الشعب هو الرابح بلاشك وأذكر أن أسائذتنا ومعلمونا في الدعوة عندما كانوا يركزون معنا على هذا المفهوم منذ سبعينات القرن الماضي إلى وقت قريب كنا نستمع إليهم ونحن في شك من هذا , فإذا بثورة 25 يناير وإذا بما حدث في الانتخابات ( نقابية – مجلس شعب إلى الآن ) يؤكد صدق هذا الرهان .

    2ـ علينا ألا نصدر أحكاما مسبقة على الأمور بل نتركها تجرى في مساراتها ولا يصح في النهاية إلا الصحيح
    3ـعدم احتكار الحديث باسم الشعب لأنه أوعى وافهم من النخبة بل ثبت أنه كان سابقا لها منذ 25 يناير إلى الآن .

   4ـ اليقين بأن هذا الشعب جاهز ومؤهل بل وضالع في فهم وتطبيق والتعامل مع الديمقراطية والقادم أيضا سوف يؤكد ذلك .

   5ـ اتضح أن المشكلة لم تكن في الشعب وإنما كانت فيمن يقودونه ويقومون على شئونه .

   6ـ إدراك الشعب أن لصوته قيمه ووزن ومن المؤكد أن هذا الصوت سيحدث فارقا كبيرا في مستقبل الوطن  .
    7ـ الأمل في المستقبل مبهر ومبشر ومطمئن إن شاء الله تعالى .

    8ـ رسالة تحذير لأي فصيل أو رئيس يتولى المسئولية أو الحكم ثم ينحرف به فعليه أن يدرك أن الشعب له بالمرصاد وعلى الجميع أن يراجعوا أنفسهم .

    9ـالليل وان طال لابد من طلوع الفجر والظلم وان ساد فلابد من انحساره وانزوائه ( فأما الزبد فيذهب جفاء  وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض  ).

    10 ـ دعاة الفتن والتهييج عليهم أن يحكموا العقل ويبحثوا على الصالح المفيد بعيدا عن سطحية الأفكار وضحالة الأمور وقصر النظر .

11.على جماعة (آسفين ياريس) أيضا أن يعيدوا حساباتهم ويحوٌلوا شعارهم إلى (آسفين يا شعب ) لأن ريسهم هذا هو الذي كمم أفواه وكتم أنفاس هذا الشعب العظيم وأخره عن عمد عشرات السنين .

12. نقول لإخواننا الأعزاء الصادقين المعتصمين في ميدان التحرير أنتم أعز علينا من أنفسنا ولولا وقفتكم الصامدة لما تحقق الكثير مما نحن فيه الآن , وكل الصادقين من غيركم ممن فضلوا عدم الاعتصام الآن في الميدان لا يقلون إخلاصا ولاوطنية عنكم ولكنهم اجتهدوا فاختاروا طريقا آخر يحقق لهم ولكم أهداف الثورة فلا يجب أن يسفه احدنا الآخر ولا يقلل من جهده واجتهاده  فالكل في الأجر والوطنية سواء إن شاء الله وان فضلتم البقاء فابقوا ولكن دون أن تعطلوا العمل في المحال المتواجدة حول الميدان ولا توقفوا حركة المواصلات به والفظوا من بينكم من هو ليس منكم من دعاة الفتن والبلطجة واللعب على كل الحبال ومن يسعون لجرجرتكم إلى العنف وقدموا النموذج المشرف لثوار 25 يناير وكل هذا لأننا  ندرك أن الاعتصام السلمي حق مكفول للجميع وهو من مكتسبات ثورتنا العظيمة .

13. وأخيرا كلمة لابد منها انه لولا الثورة ولولا ميادين التحرير في جميع محافظات مصر

       لما أمكنني أن أقول هذا الكلام في حق هذا الشعب الكريم ولاما أمكن الشعب أن يعبر عن نفسه هذا التعبير الراقي والمبهر .

15.كلي أمل أن الشعب المصري سوف يكمل مابدأه وسيضع مصر في المكانه التي تليق بها في مصاف الأمم المتقدمة حضاريا بإذن الله .

حفظ الله مصر من كيد الكائدين ووقى شعبها العظيم حقد الحاقدين .