حازم سعيد :
جولة من جولات التدافع بين الناس تقبل عليها بلدنا مصر بأول انتخابات برلمانية بعد الثورة ، وقد بدأ الترشح لها منذ أيام قلائل ، وقد قدر الله تعالى سنة التدافع بين الناس لمصالح كثيرة منها قوله تعالى :
( وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراًوَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُاالزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:40-41) .
وقوله تعالى :
( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ) (البقرة: من الآية251( .
والتدافع هنا ومنذ قيام ثورة يناير المباركة بين فسطاطين : الأول فسطاط المظلومين المقهورين الذين ذاقوا الظلم وقهروا بالفساد على مدار أكثر من ستين سنة على يد ضباط يوليو ومن ورثوهم الحكم الفاسد الذى بلغ أوجه في الثلاثين سنة الماضية ، وهؤلاء أغلبية الشعب المصري الذى عانى الأمرين من هذه الأنظمة البائدة الفاسدة .
وأما الفسطاط الثاني فهم أولئك البقية الخائبة الباقية من فلول النظام البائد والذين لم يكتفوا بالإفساد المنهجي الذى مارسوه طيلة الثلاثين عاماً الماضية ، ولم تعصمهم حمرة الخجل من التبجح والإصرار على ممارسة السياسة في بلد أقصوا فيه كل منافس ، وأسكتوا فيه كل صوت حر أبي .
خسارة الانتخابات
وأما خسارة الانتخابات فلا أعنى بها هنا خسارة مقعد أو مقعدين ، أو حتى مقاعد الشعب والشورى كلها ، إنما أعنى أن لنا قيماً ومنطلقات ومبادئ وأسس وأخلاق ، تضمن سير منظومة العمل في الاتجاه الصحيح ألا وهو رضوان الله عز وجل ، والخسارة تأتي حين تنحرف هذه المنظومة القيمية عن أسسنا ومبادئنا ، وأعنى هنا منظومة الأفراد الذين يشكلون الجماعة ، لا الجماعة نفسها .
فإن الجماعة أبعد ما تكون عن الانحراف بما رزقها الله سبحانه من منهج مستمد من السنة النبوية المطهرة ، ثم من أسس قويمة للشورى والمؤسسية ..
أما الأفراد فعنهم أتحدث ، وقد كتبت في انتخابات ماضية تحت عنوان " خطة الإخوان السرية لاكتساح الانتخابات " أحيلك عزيزي القارئ إليها في نهاية المقالة ، وأزيدك عما فيها هذه النقاط التالية ، حول ما يحتاج كل فرد منا أن يتحلى به من خلق وصفات نفسية وعملية ، وأؤكد أيها القارئ الحبيب أنها صفات لازمة لابد من التحلي بها دائماً لنضمن الفوز برضوان الله عز وجل ، وإن كانت آكد وأوجب في مراحل الأزمات والملمات والتي منها موسم الانتخابات ، وهذه المرة بالذات لما يترتب عليها من مصير كامل للبلد من دستور جديد ثم انتخابات رئاسية وتسليم السلطة لحكومة مختارة بآليات ارتضاها الشعب ( الذى كان مقهوراً ) وامتلك إرادته أخيراً .
صفات ضرورية للمرحلة :
أما الصفات والسلوكيات التي أراها لازمة في هذه المرحلة فهي :
1. الفهم : وهو ركن من أركان بيعتنا ، وأقصد به هنا فهم مجموعة من الأمور ، على رأسها سنة الله في التدافع بين الناس ، ثم فهم منطلقاتنا وأسسنا في التغيير ، ثم فهم متغيرات الساحة الحالية من متحالفين ومن منافسين ومن خصوم وفلول ، ثم فهم الدور الحقيقي الذى نضطلع به جماعةً وحزباً في المرحلة التي تلي الانتخابات البرلمانية .
وبالطبع قبل ذلك كله وبعده فهم شمولية الإسلام وجزئية ممارستنا السياسية داخل منظومة " العمل للإسلام " ومرجعيتنا الإسلامية ومعناها ، وفهم أن كل هذا عبادة لله وابتغاءاً لمرضاته ومثوبته ، حيث أن " الله غايتنا " .
2. إصلاح النية والصدق والمجاهدة في ذلك : وهو ثاني اثنين من ركني قبول العمل ( الموافقة والإخلاص ) ، فنجدد نياتنا لله سبحانه وتعالي وأن ما نفعله من عمل أو جهاد فلا يجوز أن نشرك فيه مع الله شيئاً من هوى نفس أو منصبٍ أو مغنمٍ أو وجاهةٍ ، وإنما العمل كله لله .
وقد روى الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان برقم ( 54 ) فقال : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ " .
ولابد لك من الصدق في هذا الأمر والمجاهدة على ذلك ، وهو أمر عسير جداً وشاق على النفس ، وقد قال سفيان الثوري رحمه الله : " ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي " .
وقيل لسهل التستري ـ رحمه الله ـ : أي شيء أشد على النفس ؟!! قال : الإخلاص إذ ليس لها فيه نصيب .
وقيل ليحيى بن معاذ ـ رحمه الله تعالى ـ : متى يكون العبد مخلصاً ؟ فقال : إذا صار خلقه كخلق الرضيع ، لا يبالي من مدحه أو ذمه .
ولأنه أمر عزيز ، فقد قال بعضهم : " طوبى لمن صحت له خطوة لم يرد بها إلا وجه الله " .
وانظر إلى هذه الكلمات النيرات التي هي كفيلة بأن تجلو لي ولك الأمور لأبى يوسف صاحب أبى حنيفة رحمهما الله : " يا قوم أريدوا بعملكم الله تعالى ، فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم ، ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى أفتضح " .
3. إنكار الذات ( والتجرد ) : وهو نتيجة لما ذكرنا في النقطة السابقة ولازم من لوازم الإخلاص كما أنه مكمل له ، وما أحوجنا في هذه الأيام إلى من يعمل ابتغاء مرضات الله ولا ينتظر جزاءاً ولا شكوراً من أحد ، كما لا يعتد برأيه أو يعجب به أو يوالي أو يعادي عليه .
وهنا أراه واجباً أن أذكر نفسي وإياكم بهذه القصة التي أوردها لكم – على طولها – لما فيها من معانٍ ينبغي أن تكتب بماء الذهب :
أورد ابن الجوزي في صفة الصفوة رواية عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث جيشا فيهم رجل يقال له: حدير وكانت تلك السنة قد أصابتهم سَنَة) شدة ) من قلة الطعام، فزودهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونسي أن يزود حديراً، فخرج حديرٌ صابراً محتسباً وهو في آخر الركب يقول: لا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ويقول: نعم الزاد هو يارب' فهو يرددها وهو في آخر الركب.
قال: فجاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: إن ربي أرسلني إليك يخبرك أنك زودت أصحابك ونسيت أن تزود حديراً وهو في آخر الركب يقول : لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول : نعم الزاد هو يا رب.
قال: فكلامه ذلك له نور يوم القيامة ما بين السماء والأرض، فابعث إليه بزاد. قال: فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا فدفع إليه زاد حدير وأمره إذا انتهى إليه حفظ عليه ما يقول ، وإذا دفع إليه الزاد حفظ عليه ما يقول، ويقول له : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرئك السلام ورحمة الله ، ويخبرك أنه كان نسي أن يزودك وإن ربي تبارك وتعالى أرسل إليّ جبريل يذكرني بك ، فذكره جبريل وأعلمه مكانك .
قال: فانتهى إليه وهويقول : لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول : نعم الزاد هو يا رب.
قال: فدنا منه ثم قال له : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله وقد أرسلني إليك بزاد معي ويقول: إني نسيتك فأرسل إلي جبريل من السماء يذكرني قال: فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي - صلىالله عليه وسلم - ثم قال: الحمد لله رب العالمين ذكرني ربي من فوق سبع سماوات ومن فوق عرشه ورحم جوعي وضعفي ، يا رب كما لم تنس حديراً فاجعل حديراً لا ينساك.
قال فحفظ ما قال ورجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما سمع منهحين أتاه وبما قال حين أخبره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنك لورفعت رأسك إلى السماء لرأيت لكلامه ذلك نوراً ساطعا ما بين السماء والأرض" .
قال: فجاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: إن ربي أرسلني إليك يخبرك أنك زودت أصحابك ونسيت أن تزود حديراً وهو في آخر الركب يقول : لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول : نعم الزاد هو يا رب.
قال: فكلامه ذلك له نور يوم القيامة ما بين السماء والأرض، فابعث إليه بزاد. قال: فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا فدفع إليه زاد حدير وأمره إذا انتهى إليه حفظ عليه ما يقول ، وإذا دفع إليه الزاد حفظ عليه ما يقول، ويقول له : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرئك السلام ورحمة الله ، ويخبرك أنه كان نسي أن يزودك وإن ربي تبارك وتعالى أرسل إليّ جبريل يذكرني بك ، فذكره جبريل وأعلمه مكانك .
قال: فانتهى إليه وهويقول : لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويقول : نعم الزاد هو يا رب.
قال: فدنا منه ثم قال له : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ورحمة الله وقد أرسلني إليك بزاد معي ويقول: إني نسيتك فأرسل إلي جبريل من السماء يذكرني قال: فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي - صلىالله عليه وسلم - ثم قال: الحمد لله رب العالمين ذكرني ربي من فوق سبع سماوات ومن فوق عرشه ورحم جوعي وضعفي ، يا رب كما لم تنس حديراً فاجعل حديراً لا ينساك.
قال فحفظ ما قال ورجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما سمع منهحين أتاه وبما قال حين أخبره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنك لورفعت رأسك إلى السماء لرأيت لكلامه ذلك نوراً ساطعا ما بين السماء والأرض" .
ونظيره ما ذكره ابن كثير في تاريخه ، أن السائب بن الأقرع قدم على عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يبشره بنصر المسلمين في معركة ( نهاوند ) ، فسأله عمر عن قتلى المسلمين ، فعدَّ فلاناً وفلاناً من أعيان الناس وأشرافهم ، ثم قال لعمر : وآخرون من أفناد الناس لا يعرفهم أمير المؤمنين .. فجعل عمر يبكي ويقول : ( وما ضرهم ألا يعرفهم أمير المؤمنين؟! لكن الله يعرفهم ، وقد أكرمهم بالشهادة ، وما يصنعون بمعرفة عمر ؟) .
4. المثابرة والمرابطة : وهو حال المجاهدين ، واللفتة التي أنبه إليها في هذه النقطة أن يستشعر كل أخ منا أنه وقف لله تعالي لا يجوز له التصرف لا في وقته أو نفسه أو ماله إلا في الجهاد والدعوة والحركة ، وهو خلاصة مجموعة من أركان البيعة ومنها العمل والطاعة والتضحية والجهاد والثبات .
5. قبول النصيحة والإرشاد : وهى مكملات ضرورية لما مضى ذكره من نقاط وهى حاصل مجموعة أخرى من أركان البيعة ومنها الأخوة والثقة والتجرد .
6. السعي في خدمة الناس بكد ودأب وحب وإقبال : وذلك مصداق قوله صلى الله عليه وسلم ( خير الناس أنفعهم للناس ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله ) ( حسنهما الألباني في صحيح الجامع ) .
7. ابدأ بنفسك " أصلح نفسك وادع غيرك " : فكثير منا قد يحسن التنظير والتأطير ولكنه قد يغفل نفسه ، هنا وجب التذكير بكلام الأستاذ سيد قطب رحمه الله : " إن كلماتنا ستبقى عرائس من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء " .
وقبله قول الله عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " .
والرجل الذى تندلق أقتابه ( أي أمعاؤه ) في النار لأنه كان يأمر أصحابه ولا يفعل ما يأمرهم به ، وينهى الناس عن الشر ويأتيه .
الناس تحتاج إلى القدوة ، فطابق أخي العزيز قولك بعملك لعلك تفوز برضوان الله ، وتكون من الناجين .
8. نظرة للأسباب المادية : وأخيراً أذكرك أخي العزيز بأن ما ذكرته في هذه المقالة وفى سابقتها التي أشير إليها في النهاية لا يعني أننا نغفل الأسباب المادية من حشد الأصوات وإقناع الناس بالفكرة وكافة أساليب ووسائل الدعاية ، فكلها أمور مطلوبة ، ولكنها لا تعدو قدرها ، ولا تتخطى أن تكون مجرد وسائل وأسباب .
وختاماً :
أذكر نفسي وأذكرك بأنه ليس المطلوب أن نفوز بمقاعد في البرلمان ، وهو وإن كان مطلوباً إلا أنه ليس مقياس النجاح في الجولة القادمة .
وإنما النجاح - كل النجاح - هو في أن يعتصم الصف – كله – بالله القوي العزيز ، والنجاح - كل النجاح - في أن يلتزم الصف بأخلاق ومبادئ دعوتنا وقيمها ومثلها العليا وألا ينحاز عنها ، والنجاح - كل النجاح - في أن نرى الصف – على رغم المشاق والمصاعب – مترابط كالبنيان المرصوص شعاره الأخوة ورداؤه المحبة ملتف حول نفسه وقيادته كالجبل الأشم .
(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح 29 )
-------

