28/06/2011
محمد السروجي:
مناخ من الإرهاب الفكري والابتزاز السياسي يمارس على جماعة الإخوان في طبيعة العلاقة بين الجماعة والحزب ، والجماعة يبدو أنها تأثرت بهذا المناخ فكان التبرير المتتالي والتأكيد الموثق لاستقلال الحزب، الجماعة ليست بحاجة للتبرير لأن الحزب باختصار هو الذراع السياسي للجماعة ولا عيب ولا نقيصة في ذلك ، الحزب هو الابن الشرعي للجماعة وهو بالطبع الابن البار فلما بذل الوقت والجهد في تأكيد الاستقلال أو الفصل ؟ وما هي التهمة في أن يكون الحزب ممثلاً سياسياً عن الجماعة؟ إن كثرة التأكيدات على الاستقلال قد تكون من الشواهد على ضده ، نعم الحزب جزء لا يتجزأ من كيان الجماعة يحمل مشروعها الإصلاحي وبرنامجها الانتخابي ، فلما الفصل أو الاستقلال ؟ الواقع يؤكد حق الجماعة صاحبة الرصيد وحاجة الحزب الوليد لذا كانت جملة الممارسات الداعمة ومنها :
** وضع برنامج الحزب ولائحته الداخلية
** اختيار القيادات العليا للحزب مركزياً وفي المحافظات
** اختيار مجموعة المؤسسين من الجماعة وخارجها
** اتخاذ كافة القرارات والمواقف السياسية الحالية والمستقبلية القريبة للحزب "الموقف من الترشح لمقعد الرئاسة ، نسبة المشاركة في الانتخابات ، نظام القائمة الوطنية للمشاركة في الانتخابات ، ...."
** المشاركة في اختيار أسماء المرشحين للانتخابات القادمة "مجلس الشعب ، مجلس الشورى ، مجالس النقابات ، المحليات ...."
شراكة مشروعة
الممارسات السابقة تمت لجملة اعتبارات منها:
** مسئولية الجماعة أمام نفسها وأعضائها والرأي العام المحلي والإقليمي والدولي عن الحزب نجاحاته وإخفاقاته
** حاجة الحزب ككيان وليد للدعم البشري والمادي والمعنوي والبرنامجي ، ليمثل قيمة مضافة للمشهد السياسي المصري
** الذين ينتقدون التداخل القائم هم أول المنتقدين لأي تعثر محتمل للحزب ولم ولن يلتمسوا له عذراً ، بل وقتها سيقولون لقد أخفقت الجماعة لا حزب الجماعة
** الحزب يمثل نمط من التنوع الوظيفي في العمل العام ، نمط غير مألوف لذا يقابل بهذا النقد والهجوم غير المبرر
خلاصة الطرح
الجماعة تمارس حقوقها بموافقة المنتمين إليها والمؤيدين لها والمتعاطفين معها وفقاً لآليات اتخاذ القرار فيها ، وبالتالي عليها ألا تجهد نفسها في تبرير ما تراه صحيحاً ولو اختلف معها من اختلف طالما تقرر لنفسها ولا تفرض على غيرها ، على الجماعة أن تتحرر من الضغوط الواقعة عليها من التيارات السياسية الأخرى حتى لا تقع في فخ التبرير غير المحمود وتتعامل وكأن على رأسها بطحة ، فالآخرون أطلقوا هذه الانتقادات كبالون اختبار لعله يأتي بنتيجة وبعدها يكون التصيد والتربص لكل حركة وسكنه ، كبيرة أو صغيرة وبالتالي تدار الجماعة وفقاً لرأي الآخرين وليس وفقاً لآليات اتخذا القرار فيها ووقتها تعاني الجماعة والحزب عدم الاستقلال!!

