18/04/2011
نعمان لاشين
في حوار مع صديق أحسبه مخلصا ومحبا لوطنه وصاحب نظرة ثاقبة، تساءل عن الموضوعات الغالبة على أحاديث الناس في وطننا اليوم واتفقنا على أن مجمل حوارات المصريين تدور حول الفاسدين وملياراتهم ، وإمكانية عودة هذه المليارات من عدمه ،وكيف نحاسب هؤلاء المجرمين .... إلى آخر هذه الأحاديث المكررة.... وأيقظني صديقي بأن هذه أحاديث وإن كانت مهمة إلا أنها لاترقى إلى أن تصبح نظرة نحو المستقبل!! رغم أننا نحتاج الآن .."الآن وليس بعد" إلى أن ننغمس في المستقبل ، والحق أن صاحبي مصيب.
فمصر الثورة متعطشة إلى الروح الوثابة لبناء الغد المشرق ، والنظر للخلف أحسبه هدرا للوقت وتضييعا للفرصة التاريخية في استثمار الطاقات المتدافعة الآن في أرجاء المحروسة،والتي إن لم تستثمر في النافع المفيد استنفذت في الخلاف والصوت العالي واحمرار الوجه وتفصد العروق فيتشرزم الجمع ونبكي على اللبن المسكوب!!!
تعالوا معا...
تعالوا نفكر فيما تحتاجه مصر لتدخل عصرا جديدا.... تعالوا معا نتحسس الخطوات نحو الأفضل والأروع والأجمل... تعالوا معا نعقد الندوات والجلسات والحلقات النقاشية والأطروحات العلمية ، في كل ميدان ومحفل وتجمع ووسيلة نشر حتى يصبح النقاش والحوار الغالب في مصر هو"مستقبل مصر والمشروع النهضوي"
أولا: التعليم وما يجب أن يكون عليه واستشراف المستقبل، وضرورة إنشاء هيئة لتطوير التعليم أو قل لجنة أو قل مؤتمر عام أوسمها ما شئت لإعادة صياغة التعليم المصري بمراحله المختلفة وبالتبعية إعادة صياغة الإنسان المصري بما يتناسب مع المستقبل .
ثانيا: النظر في مشروع قومي للمصريين وتحديد هدف عام لمصر محدد بمدة زمنية أشبه بما خطه اليابانيون لبلادهم عقب الحرب العالمية الثانية وتعرضهم لكارثة "هيروشيما وناجازاكى"، بما يضمن تحرك المجتمع بكل مكوناته نحو تحقيق الهدف وتربية الجيل القادم على حمله واستكماله.
ثالثا: زيادة حالة النقاش حول "ممر التنمية" كمشروع تنموي لمصر لإثراء المشروع وتحديد آليات البدء والتعديل والتطوير فيه إن أمكن ، وذلك يعد ضروريا بزيادة عقول إلى عقل العالم الجليل د.الباز.
رابعا: إعادة النظر فيما نملكه من آثار والتي تمثل وحدها ثلث آثار الدنيا وبالمقارنة بين دخل مصر من السياحة ودخل أسبانيا مثلا سنجد الفارق مخيف وسيتضح أننا نرتجل في أمر السياحة ونتعامل معه بطريقة أداء الشركات لا الدول، فالأمر يحتاج إلى تطوير وترميم وتسويق وتثقيف بل وتوعية أبناء المجتمع كيف ينظرون ويتعاملون مع السائح وإعداد أبحاث ودراسات حول هذا الشأن.
خامسا: إعادة إكتشاف كنوز مصر باسترداد العقول العلمية المهاجرة ، فحسب معلوماتي من وسائل الإعلام يوجد ما يزيد على ثمانية عشر ألفا من العلماء المصريين بالخارج وأظن أنه قد آن الأوان ليرجع الطائر إلى وكره ويشرع في بناء الوطن ، ولابد من إيجاد السبل المحفزة لعودة هذه العقول.
سادسا: البحث عن حلول مبدعة لأزمة القاهرة وحالة التكدس والازدحام الرهيب ، والذي يؤدي لا محالة لشكل من أشكال التوتر النفسي لسكانها، فضلا عن إهدار الوقت والجهد في الحركة.
أخيرا... لا أريد أن أثقل عليكم أكثر من ذلك وما أردت إلا طرق باب العقل المصري ليعاون الجميع في فتح نوافذه فيدخل الهواء الصحي بحوارات هادفة ونقاشات موسعة تصب بمجموعها في مصلحة الوطن، فاحذف من قولي ما شئت واترك ما شئت وأضف من عقلك ما شئت المهم أن تولي وجهك ونظرك شطر المستقبل فالأمر يستحق منا جميعا نظرة.
________

