16/04/2011
محمد السروجي
حدث تاريخي وغير مسبوق ، "اعتقال مبارك وأسرته وحكومته ورموز نظامه من كبار النافذين ورجالات المال وجنرالات الأمن وفرق المولاة من الإعلاميين كهنة المعبد " حدث واقعي يفوق كل الأحلام والأوهام والطموحات ، حدث لم يخطر ببال أكثر المتفائلين من شعب مصر كما لم يخطر ببال أكثر المتشائمين من رجالات النظام ، حدث يعطي العديد من القراءات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي منها :
- استمرارية نجاحات الثورة بتحقيق خطوة نوعية في مرحلة العدالة والتطهير وفي المقابل تراجع فلول النظام التي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة
- تأكيد حضارية وسلمية الثورة في التعامل القانوني والإنساني مع مبارك وأسرته فلم تقتحم قصورهم بزوار الفجر كما فعلوا بالمعارضين ولم يعيشوا ظروف احتجاز غير إنسانية ولم تتم إحالتهم لمحاكم عسكرية
- مصداقية ووطنية المجلس الأعلى للقوات المسلحة وانحيازه لمطالب الشعب وانهيار محاولات التشكيك والوقيعة التي راهن عليها بقايا ونفايات النظام البائد
- رسائل وإنذارات لكل نظم الاستبداد والفساد والقمع من الملوك والرؤساء والأمراء بأن دوام الحال من المحال وان يوم الحساب ليس ببعيد ، ورسائل تطمين لكل الشعوب المقهورة أنه ما عليكم إلا أن تريدوا الحياة فيستجيب القدر
- أن ما يعانيه مبارك وزمرته اليوم هو إفراز طبيعي لما كسبت يداه من اعتقال مئات الآلاف من المصريين الشرفاء وقتل الآلاف من المواطنين البرءاء
- رهان الدول الغربية صاحبة المصالح في المنطقة على نظم الاستبداد والفساد والقمع رهان خاسر ، وأن دعمهم سلوك غير أخلاقي ولا قانوني ، والشعوب أبقى
- الكيان الصهيوني سوف يعاني المزيد من إشكالات الحدود والوجود سواء بسواء وعليه مراجعة حساباته التي أثبتت التجارب أنها كانت وما زالت خاطئة
- أن سنن الله غلابة وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب بل يناديها الملك الجبار "بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"فكان الحين ثلاثون عاماً مع دعاء ملايين المظلومين .
وأخيراً ....
رغم كل ما ارتكبه هو وغيره مازالت فرصة التوبة متاحة طالما على قيد الحياة شرط الاعتذار عما قدمت يداه وأن يتطهر برد المظالم لأصحابها

