03/04/2011

محمد السروجي :

تمهيد
إشكاليات مبدئية
طبيعة المرحلة ومعطيات الواقع
آفاق المستقبل"أوراق التحول"
خاتمة


(1)تمهيد
"من لا يتقدم يتقادم"مبدأ إداري يؤكده الواقع العملي ، من هذا المنطلق استقبل الرأي العام المصري تكليف فضيلة المرشد الدكتور محمد بديع "حفظه الله" المهندس خيرت الشاطر بتطوير الجماعة بالتنسيق مع الوحدات ذات الصلة بكثير من التفاؤل والبشر ، ولما لا والجماعة تمثل طرفاً فاعلاً ونسبة وزنية مؤثرة في المشهد المصري العام على مستويات كثيرة "السياسية والاجتماعية والتعليمية والنقابية ..." بل يراهن عليها الكثيرون في الإسهام الفاعل لحماية ثورة 25 يناير والانتقال بمصر إلى الدولة المدنية الديمقراطية التي نحلم بها كمصريين ، وقد حرصت على الإسهام في هذه الرؤية التطويرية للجماعة بطرح عام لتطوير الكيانات والتنظيمات عامة لا الإخوان خاصة >

(2)إشكاليات مبدئية
نحن بصدد إشكالية مبدئية تتمثل في الإجابة على سؤالين فقط لكنهما يمثلان المخرج الآمن للسير في الاتجاه المأمول :
الأول : ما المقصود بتطوير الجماعة ولماذا؟
وهذا يعني إعادة النظر في المهام الوظيفية للجماعة في ظل المتغيرات الحالية ومدى إمكانية التسكين القانوني لها بما يترتب عليه من رقابة ومتابعة حكومية شانها شأن مؤسسات المجتمع المدني المصري فضلاً عن تحديد العلاقات وفض الاشتباكات الإدارية والتنظيمية المتوقعة
الثاني : من هم المعنيون بالتطوير ؟
وهذا يحتاج لهيئة داخلية منتخبة من المستويات التنفيذية والفنية ذات الصلة بموضوع التطوير بمعايير ذات جودة عالية بالإضافة للمتخصصين من خارج الجماعة  والحذر من الاكتفاء بوحدات الجماعة التي قد تعيد إنتاج الذات " نفس القوالب القديمة بأشكال جديدة أو التمركز تحت عناوين ولافتات غير محددة مثل فكر الثوابت والمنطلقات غير المتفق عليها بين عموم أفراد الجماعة إنما هي رؤية شخصية لبعض القادة التاريخيين أصحاب الرصيد الفكري والأداء التربوي المعتبر"   >

(3)طبيعة المرحلة ومعطيات الواقع
وهي  جملة العناصر التي تمثل خريطة الفرص والتهديدات و منها :
** المناخ العام من الحريات "التعبير .. الممارسات ... الرقابة الشعبية ...."
** ارتفاع سقف المطالب والطموحات لدى قواعد الجماعة وعموم المصريين من مكونات الخريطة السياسية
** الخريطة السياسية بعد الثورة "الأحزاب القديمة ذات الفرص القليلة والأحزاب الشبابية الجديدة ذات الشعبية المتوقعة والخبرة القليلة"
** الإعلام كلاعب أساسي في تكوين الرؤى وتعبئة الرأي العام ورسم الصور الذهنية عن مفردات المشهد
** نمط الإدارة الذي يعتمد التبني والقناعات لا الأوامر والتكليفات
** مواصفات المنتج الإنساني وما يحمل من معايير ومواصفات أكثر ملائمة وجودة لطبيعة المرحلة الراهنة والقادمة .

(4)آفاق المستقبل "أوراق التحول"
الأفكار والأدبيات
ويقصد بها إنتاج أدبيات جديدة تناسب مجتمع الحرية والعدالة والشرعية، وبالتالي تغذية الأفراد خاصة شريحة الشباب بفكر يصلهم بالمجتمع ولا يعزلهم عنه ، بمعنى آخر أن التجاذبات والتنسيق والتحالفات تكون ذات خلفيات ديمقراطية واجتماعية وحقوقية لا ثقافية ولا عقدية . 
  
  العلاقات المجتمعية"المشاركة لا المغالبة والاكتساح"
بمعنى التعايش والاندماج في المجتمع  باعتباره مجتمعا كامل الأهلية ولا يحتاج لوصاية من أحد أي كانت صورتها أو مرجعيتها لا إسلامية ولا فكرية فكل فصيل مسئول عن مشروعاته وبرامجه أمام الدستور والقانون والجماهير
المشروعات الإصلاحية"الدور الوظيفي "
بمعنى تحديد نقاط وفجوات الخلل المجتمعي وتحديد دور الجماعة في التسديد والحل لإضافة قيم مضافة وفاعلة ، خاصة وأنه من المتوقع بل من المفروض أن يتم توزيع الأدوار بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والجماعة جزء منها، وهذا بديل مطمئن عما توهمه البعض عن الجماعة من  فكرة التسلل للمجتمع للسيطرة عليه أو المشروعات الشاملة العملاقة التي تتبناها الدول لا الفصائل والجماعات
الأنماط الإدارية
ويقصد بها اعتماد أنماط إدارية تُعظم الإتاحة واللامركزية والجودة ، وبالتالي تكون قنوات الحركة والتواصل والإنجاز أكثر سرعة و سيولة وتفاعلية ، تتعاطى مع الأهداف لا الوسائل والإجراءات ، المضامين لا الأشكال والفعاليات ، الإنجاز لا كم اللقاءات والاجتماعات ، أنماط تتسم بالمؤسسية الحقيقية لا الشكلية ولا الفردية ، الديمومة والاستمرارية لا الموسمية ، الإستراتيجية لا ردود الأفعال .

(5)خاتمة
تطوير المجتمع المصري بمؤسساته الحكومية والأهلية مسئولية وطنية يتضامن فيها المصريون جميعاً فقد عشنا وما زلنا نعايش روح وثقافة  ثورة 25 يناير التي استدعت منظومة القيم المصرية العريقة ، قيم الايجابية والشراكة والمسئولية .

ـــــــــــــــ

كاتب مصري