10/12/2010
عبد الحليم الكناني :
كتب الأستاذ : فراج إسماعيل في جريدة " المصريون" بتاريخ 04/12/2010
وتحت عنوان : (مزور غشيم ) يقول :
" الزميل عزت بدوي مدير تحرير جريدة المصور ترشح لمقعد الفئات عن دائرة المطرية وعين شمس في مواجهة مرشح الوطني ميمي العمدة.
التزوير وتسويد الصناديق لصالح منافسه نزع منه صوته أيضا، فحصل على "صفر"!.
كيف وقعت جماعة أحمد عز في هذه الخيبة ، فمن يتصور أن "عزت" يحب الوطني ويموت فيه لدرجة أنه نسي نفسه. حتى المندوبين التابعين له وأقاربه الأقربين وأولهم زوجته صوتوا لخصمه!".
وختم مقاله بقوله :
" حضرات القراء.. اشرحوا لي من فضلكم كيف يحصل مرشح على صفر؟.. ومن يأت باجابة تثبت أن المزور غير "غشيم" له جائزة ثمينة عند أحمد عز على مسئوليتي!".
ورأيت من واجبي كباحث في التاريخ أن أعلق على المقال بعد تحية كاتبه الكريم عزيزي الأستاذ فراج :
ليس ماحدث مع الزميل عزت بدوي هو الحدث الأول من نوعه بمصر المحروسة ، ولاتعطي للزمار السابق شرف وبراءة إختراع هذا الصفر العجيب ، فمصرنا صاحبة الحضارة التي تجاوزت 7 آلاف عام .. لم تكن لتقف عاجزة عن الوصول الى هذا الإبتكار العبقري حتي يأتي الزمار ويأتنا به ويعلمنا إياه .
وإليك ياسيدي شهادة تاريخية على صدق ما أقول ، وشاهدنا هنا هو د.محمود جامع ، الذي يروي هذا الموقف العجيب الذي حدث منذ مايقرب من 50 عاما كشاهد عيان ، وهذا نص حواره مع د.ناجح ابراهيم :
" هل تعطينا مثالا ً حيا ً على تزوير صارخ عشته بنفسك؟
نعم.. كان هناك صحفي شهير في جريدة الأخبار اسمه/ رشاد الشبرابخومي.. وكان بلدياتي من المنوفية.. وقد ترشح لانتخابات مجلس الأمة (أي مجلس الشعب الآن) سنة 1968م.. وترشح ضده رئيس مجلس إدارة غزل شبين وقتها المرحوم/ فتحي المدبولي.. وكان الأخير يشغل منصب أمين عام الاتحاد الاشتراكي في محافظة المنوفية.. وأصبح بعد ذلك وزيرا ً للتجارة والتموين.
وبعد إجراء الانتخابات بينهما فوجئ المرحوم الشبرابخومي أنه لم يحصل على أي صوت حتى في صناديق قريته التي تحبه حبا ً شديدا ً.
وكان هذا الصحفي ذكيا ً وظريفا ً جدا ، فذهب إلى المحافظ ورئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات في المنوفية ومفتش الأمن هناك وقتها وكنت معهم وقتها.. وقال لهم جميعا ً:
أين صوتي أنا يا ولاد الكلب ؟!!!
ولا صوت واحد لي في الصندوق الذي صوتت فيه أسرتي ؟!!!.
كل عائلتي يكرهونني ولم ينتخبوني.. قلنا ماشي.
كل أشقائي أنا لم أعطهم من العزبة التي تركها لهم والدهم.. فكرهوني ولم يعطونني أصواتهم.. قلنا ماشي كذلك.
زوجتي لا تحبني وتعشق رجلا ً آخر ولم تعطني صوتها.. قلنا ماشي.
فأين صوتي الذي كتبته بيدي ووضعته في هذا الصندوق ؟!!!
صوتي يا ولاد الكلب راح فين ؟!!!!!
وماذا حدث بعد ذلك؟
لا شيء على الإطلاق.. هذه القصة عشتها بنفسي.. ولما حكيتها للسادات وكان وقتها نائبا ً للرئيس أعجبته كثيرا ً وظل يضحك طويلا ً.. وقال والله لا بد أن أحكيها لعبد الناصر.. وحكاها له فعلا ً ".
وبعد
عزيزي الأستاذ فراج :
ألا تعذر هذا الرجل المسكين حين صاح :
" صوتي فين يا ولاد الكلب ؟".
وهل كنت ستعذره لو رأيته واقفا في ميدان التحرير رافعا علما اخضر ويسد الطريق صائحا :
" صوتي فين يا ولاد الكلب ؟".
وهل ستعذر معي زميلنا عزت بدوي لو بلغ صراخه عنان السماء :
" صوتي فين يا ولاد الكلب ؟".
وختاما ألا تشاركني الرأي أننا جميعا يجب ان نقف معه ، ومعنا كل من سلبت أصواتهم ، ونصرخ في وجه هؤلاء المجرمين :
" أصواتنا فين يا ولاد الكلب ".

