13/04/2009 

لا أشُكّ لحظةً واحدةً في أن يدخل الإخوان في مسابقة أو عمل أو حدث إلا ويتفوقون فيه ويفوزون به، اللهم لا حسد!! ليس غرورًا أو تكبُّرًا أو (كوسة) يستطيعون الفوز بها؛ لكنّ هذا الفصيل الكبير الذي أسّسه حسن البنا نموذج يُحتذى به في العالم وليس في مصر فقط؛ لأنه- ببساطة- يعمل في جوٍّ من الألفة والمودَّة والرحمة والحب، لا يفصلهم شيء، وما استعانوا بالله في أي عمل إلا وأنجزوه وفازوا به؛ تطبيقًا لقوله تعالى: ?وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ? (المطففين: من الآية 26)، وأيضًا تطبيقًا لمعنى واضح (مَن جدّ وَجَد).

لذا تصورت أو تخيلت أنه في يوم من الأيام، يصبح للأمة الإسلامية- إذا قدّر الله لها ذلك- مهرجان عالمي تنافسي، مثل الأوسكار أو نوبل أو جائزة جامعة الملك سعود، يتنافس فيها الإخوان مع غيرهم لحصد الجوائز والفوز بها تقديرًا واحترامًا وثقةً من القائمين على المهرجان؛ بأن الإخوان يستحقون تلك الجوائز، سبع جوائز، لربما أخذت العنوان من صفحات الجرائد والمجلات أو من شريط الأخبار المنتشر في القنوات الفضائية؛ بأن الإخوان حصدوا سبع جوائز أوسكار في آخر مهرجان لها، طبقًا للأوسكار الإسلامي!!.

الجائزة الأولى (غير المدخنين)

أول هذه الجوائز التي يحصلون عليها بجدارة، عن امتناع أكثر من مليون منتمٍ للإخوان عن التدخين حسب التقارير الواردة من الإخوان، وهو في حدِّ ذاته حدث مبشِّر، واتجاه يحمي صحة المواطن، ويحمي البيئة، ويصونه جسديًّا، ويكون له حماية مادّية، أيضًا إذا أجزنا ذلك، فهو- بلا شك- عنصر مهم، وفخر يستحق الإخوان جائزة عليها.

الجائزة الثانية (اليد النظيفة الطاهرة)

هي بلا شك يتمتع بها الإخوان المسلمون بسلوكياتهم وأخلاقهم بامتناعهم عن الرّشوة، وأخذ ما لا يستحقون، فلم نسمع من قبلُ خبرًا أو مانشيتًا يتهم فيه أحدًا من الإخوان (القبض على عضو من جماعة الإخوان المحظورة يتقاضى رشوة قيمتها كذا أثناء تأدية عمله)؛ ولأنها ستصبح فضيحةً بجلاجل، وتنتقص من قدر الإخوان، واحتكاكهم بالشارع وهو ما لم يحدث!.

الجائزة الثالثة (حفاظًا على الأرواح)

لا تقل هذه الجائزة عن التي قبلها، فلم يُتهم أحد من الإخوان بقتل أحد أو البلطجة على أحد وتقطيعه إربًا؛ لأنه يوقن أشد اليقين أن من قتل نفسًا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعًا، وكذلك من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا، فهي بلاشك جائزة تستحق التقدير والثناء.

الجائزة الرابعة (تبسّمك صدقة)

أعتقد أن الإخوان يتفردون في هذه الجائزة بكثير عن غيرهم، وتجد من يعاملهم- سواء كانوا مسلمين أو غيرهم- يمدحونهم بأنهم دائمًا وأبدًا "هاشّون باشّون" لا تفارق الابتسامة وجوههم، وهي غير مصطنعة، كالتي يقابلونها في الأسواق (السوبر ماركت)أو خدمة عملاء شركات المحمول، أو كما نجد في الطائرات وشركات السياحة والاستثمار. 

الجائزة الخامسة (البيت المسلم السعيد)

وهي جائزة تحكيمية، خاصّةً لكل أفراد الأسرة في الإخوان؛ حيث بناء الأسرة من الزوج والزوجة؛ لكي يكوِّنوا بيتًا مسلمًا خالصًا لله وعلى طاعة الله وحده، بُني على الشريعة وعلى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

الجائزة السادسة (كُلنا يد واحدة)

جائزة قد يكون من النادر حصول مؤسسات أو مجموعات عليها، أو حتى فريق في كرة القدم، فالتنظيم الجيد الذي بداخل جماعة الإخوان لا يضاهيه أحد؛ حتى أنهم يحسدون الإخوان على هذا التنظيم الملتزم والمستقرّ الذي لا يشوبه شائبة، سواء كان داخليًّا أو خارجيًّا صغيرًا كان أو كبيرًا، وينبع من حبِّ الإخوان لبعضهم البعض، وثقتهم في القيادة والقادة الذين يحملون الأمانة.

الجائزة السابعة (الصمود الكبيييييير)

منذ ما يقرب من 100 عام، والإخوان ما زالوا صامدين صابرين على ما ابتلاهم الله عز وجل، حتى لو تمَّ اعتقال قادتهم، أو قُتل رموزهم، أو نُفِيَ أعلامهم، ما زالوا صابرين لا يخشون في الله لومة لائم، واثقين أن الله معهم؛ لأنهم على الطريق المستقيم منتظرين فجرًا تَسْطُع فيه شمس الحقيقة، آملين أن تصل دعوتهم في كل مكان؛ وإن كانوا قِلّةً في أعمالهم، وإن كانوا قِلةً في مصانعهم وعياداتهم، وإن كانوا قِلةً في مجلس يتحكم فيه القوي، أو حتى إن كانوا قِلةً في طرقاتهم وأبنيتهم التي يسكنون فيها.

سبع جوائز.. ربما تكون أقلَّ مما يستحق الإخوان نَيْلها، أو أقل ما تستحقه تلك الدعوة التي تسير على نبراس الأنبياء.