دع سمائى فسمائى محرقة .. دع قنالى فقنالى مغرقة
هذه أرضى انا .. وابى ضحى هنا .. وأبى قال لنا .. دمروا اعدائنا
كهذا كنا نردد ونحن صغار وعلى تلك المعانى تربينا وبمثل هذه القيم والمبادىء تأسس جيل النصر جيل العاشر من رمضان وما بعد هذا الجيل بسنوات
كنا نعلم حينها من عدونا ومن صديقنا من معنا ومن علينا
ولكن تمر الأيام ويأتى زمان الأستسلام زمان كامب ديفيد وزمان الهوان والرضى بالذل تحت دعاوى الواقعية والعقلانية وتحت دعاوى أن العالم أصبح محكوماً بقطب أوحد وليس للضعفاء غير الأستسلام لرغبات الكبار وغير السير مع القطيع فى ركب الأقوياء
اصبحنا نعيش فى عصر .. الخيانة فيه تسمى.. سياسة .. والأستسلام يسمى..واقعية ... والتعاون مع العدو يبرر بدعوى .. الحفاظ على المكتسبات
فلم تعد سمائى محرقة ولم تعد قنالى مغرقة ولم تعد الأرض هى الأرض فأسرائيل تخترق سمائى وامريكا تعبر قنالى وأرضى فى سيناء ليست ملكى وتحت سيادتى !!
ولذلك عندما قامت الطائرات الأسرائيلية بأختراق مجالنا الجوى فوق سيناء وهى تقوم بضرب اشقائنا فى غزة لم نسمع من يرفض أو يندد أو يتحرك , بل وعندما تم قصف رفح المصرية واحدث هذا القصف اصابات خطيرة بالعديد من جنودنا وبالعديد من المدنيين من اهل رفح المصرية لم نسمع للسيد ابو الغيط صوتاً وتوقعنا أن يخرج على شاشات التلفزة ليهدد بقطع قدم كل اسرائيلى وقح يحاول أو يتجرأ على العبث بسيادتنا وترابنا الوطنى
ولم نقرأ لأصحاب الأقلام الجريئة والحرة امثال السيد اسامة سرايا أو محمد كمال أو مجدى الدقاق او عبد المنعم سعيد وغيرهم من الأحرار الأبرار الوطنيين العقلانيين المحترميين الوطنيين الغيوريين ولوعموداً ( لا نقول مقالآ فى صدر الصفحات الأولى ) يتحدثون فيه عن السياده المستباحة والحدود المصونة كما سودوا لنا عشرات المقالات التى تحذر من اختراق حماس لسيناء ولسيادة مصر ّّّّ!!!! ولم نقرأ لهم رسائل النصح للقيادة المصرية بأن تأخذ حذرها من اسرائيل وبأن تحطاط للمشرع الأسرائيلى التوسعى فى المنطقة كما يحذروننا ليل نهار من مشرع ايران فى المنطقة !!!
والسؤال الأن هل ما نراه اليوم من تفريط واستهانه من قِبل المسئولين فى الأدارة المصرية بسيادة مصر وبحدود مصر وعدم الوقوف اما التبجح الأسرائيلى والأعتداءات الأسرايلية لا نقول على غزة أو فلسطين بل على مصر وعلى سيادة مصر هل هذا الموقف جديد على النظام المصرى ؟ أم هذا التخاذل وهذا التفريط فى الكرامة الوطنية له شواهد تاريخية ؟
وللأجابة على هذه التساؤلات دعونا نبحر قليلاَ فى التاريخ القريب
النظام المصرى وتاريخ من التفريط فى السيادة الوطنية :-
1- قضية الأسرى المصريين
من الأمثلة الواضحة والظاهرة على تفريط النظام الحاكم والقيادة السياسية فى السيادة الوطنية والكرامة المصرية هو عدم رفع دعاوى قضائية امام القضاء الدولى للمطالبة بمحاكمة قادة الكيان الصهيونى الذين قاموا بدهس وقتل الأسرى المصريين بدمً بارد بعد حرب 76 وكذلك عد المطالبة بتعويضات مالية ومعنوية لأسر الشهداء
2- مصائب كامب ديفيد وبنودها السرية
تعتبر اتفاقية السلام بين مصر والكيان الصهيونى وهى ما تعرف بأتفاقية كامب ديفيد أكبر دليل على التفريط فى سيادة مصر فمصر بموجب هذه الأتفاقية غير مسموح لها بوضع قوات برية أو جوية من الجيش المصرى على حدودنا مع اسرائيل ولكن المسموح فقط هو وجود قوات شرطة مدنية بأسلحه خفيفة فقط
ففى الوقت الذى نشاهد فيه الدبابات الأسرائيلية تسير بكل وقاحة بجوار السياج الحدودى بين مصر والكيان الصهيونى وليس بينها وبين سيناء غير عشرات الأمتار فأنه من غير المسموح لنا كمصريين أن نضع دباباتنا فى رفح المصرية
وفى الوقت الذى يتم فى اختراق مجالنا الجوى ويتم القصف داخل حدودنا لا يحق للمضادات الأرضية المصرية أن تتواجد فى رفح لردع هؤلاء الكلاب الصهاينة وذلك كله بسبب اتفاقية العار ( كامب ديفيد ) التى قسمت سيناء للمنطقة أ و ب وج
والغريب والمثير للريبة أن اتفاقية كامب ديفيد بها ملحقات سرية لا يعرفها الشعب المصرى وحتى اعضاء البرلمان المصرى ومما يثير الشكوك فى هذا الأمر هو تعمد النظام المصرى ترك سيناء بدون تنمية تذكر حتى الأن بل ومحاولات افشال أى مقترحات أو افكار او مشاريع تسعى لتمنية سيناء ولتعزيز التواجد السكانى والصناعى والتنموى بسيناء
3- التفريط فى الثروة القومية ودعم اسرائيل بالغاز
المثال الفاضح على تفريط النظام المصرى فى سيادتنا وكرامتنا بل ثروتنا بل قل ومستقبل الأجيال القادمة هو بيع الغاز المصرى لأسرائيل
ولأن هذا الموضوع لا يحتاج لشرح أو توضيح فأننى أكتفى بأن اضع بين يديكم هذا الرابط الذى به شرح وافى للقضية ككل .. وللأطلاع على النص الكامل للحكم وتفاصيل القضية . اضغط هنا
4- مكافأة الجواسيس الصهاينة
من أغرب الأمور التى لا اتخيل أن دولة من الدولة تقبل بها هى أن تقوم دولة ما بأرسال جواسيس للتجسس عليها ولتهديد امنها واختراق منظومتها الأمنية والتعدى علىسيادتها ثم تنجح هذه الدولة فى القبض على هؤلاء الجواسيس ثم بعد محاكمتهم وبعد اثبات ما قاموا به من تعدى على السيادة الوطنية وقيامهم بالتجسس لدولة أخرى فأذا بهذه الحكومة وهذا النظام يفرج عنهم بعد ذلك
ومعنا فى هذا الملف نموذجين غاية فى الغرابة والعجب
الأول هو الجاسوس مصراتى الذى قام اثناء محاكمتة واما القاضى وامام الأدعاء والمحامين بل وامام وسائ الأعلام قام هذا الجاسوس بخلع البنطالون الذى يرتدية والتبول على المحكمة وهيئة المحكمة تعبيراً وقحاً ومستفزاً عن استهزاءه ورفضه لهذه المحاكمة فما كان من القاضى إلا أن حكم علية ب 3 سنوات سجن ليس لأنه جاسوس بل لأنه اهان المحكمة ؟! والغريب أنه تحدى الجميع وكما ذكر من كان معه فى السجن من المعتقلين السياسيين أنه اخبرهم انه لن يمكث فى السجن غير شهور معدودة واخبرهم انه فى يوم كذا فى شهر كذا فى ساعة كذا سيخرج من السجن ويعود الى تل ابيب !!!! وهو ماحدث بالضبط ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
والنوذج الثانى هو الجاسوس عزام عزام الذى حكم علية بالسجن بعد اتهامة بالتجسس لحساب اسرائيل واذا بالنظام المصرى يكافأة ويفرج عنه بعد انتهاء نصف المدة ( حسن سير وسلوك ) !!!!!!!
5- التفريط فى دماء الضباط المصريين
فلعلنا نتذكر الرحلة رقم 990 التى كانت عائدة من الولايات المتحدة الى القاهرة على متن الطائرة الأمريكية من طراز بوينج الأمريكية والتى كانت ضمن الأسطول المصرى التابع لشركة مصر للطيران بتاريخ 12/ 10 /1997
هذه الرحلة التى كان على متنها 270 شخص اكثرهم من المصريين وكان منهم عدد كبير من خيرة الضباط المصريين الذين تلقوا تدريبات ودورات هامة بالولايات المتحدة وكانوا فى طريق عودتهم لمصر
لعلكم تتذكرون عندما سقطت هذه الطائرة وقال الخبراء المصريين بعد اطلاعهم على تفاصيل ما حدث قالوا أن الطائرةاما أن اسقطت بصاروخ من الدفاعات الأرضية الأمريكية أو سقطت بسبب خلل تقنى فى الطائرة البوينج وهو خلل فى تصمصيم الطائرة وليس خلل طارىء ولكن للأسف قامت مصر بترك التحقيقات فى يد الأمريكان والذين اتهموا قائد الطائرة البطوطى بأنه انتحر بالطائرة وأنه هو السبب فى سقوطها وكان فى ذلك الأدعاء تشوية لسمعة الطياريين المصريين وايضاً تبرأة للأمريكان من دماء المصريين الشهداء والعجيب أن النظام المصرى لم يعقب ولم يتكلم ولم يتدخل ولم يغضب لدماء الشهداء ولم يرفض هذا التشوية لسمعة مصر
بل فرط وتنازل وتهاون وضيع دماء وشرف وسمعة مصر بكل سهولة وبكل برود اعصاب
وللإطلاع على تفاصيل اكثر حول هذه القضية .. اضغط هنا
6- افشال الجسر البرى بين مصر والسعودية
ومن أخطر الشواهد التى تؤكد ان النظام المصرى الحاكم قد أرتهن القرار المصرى والسيادة المصرية فى أيدى الصهاينة والأمريكان
وانه جعل مصر وسيادة مصر مستباحة ومرهونه بموافقة أو رفض السيد الأمريكى و الصهاينة لهذا القرار أو ذاك ,
هو القرار الغير مفهوم الذى اتخذه الرئيس مبارك الذى يقضى برفض اقامة جسر برى بين مصر والسعودية هذا الجسر الذى قال عنه اللواء فؤاد عبدالعزيز " رئيس جمعية الطرق العربية والذي يتبني فكرة الجسر ان الدراسات الارشادية للمشروع جاهزة تماما، وأن مصر والسعودية ستستفيدان من تشغيل هذا الجسر بمليارات الدولارات سنويا!!!!!.
وأشار المستشار حسن عمر، الي انه لا يحق لأي دولة في العالم الاعتراض علي تنفيذ الجسر، ورغم ان المادة الخامسة تعتبر خليج العقبة ومضيق تيران ممرا ملاحيا دوليا، الا ان مصر ألغت هذا النص عام 1982. وأكد اللواء رؤوف المناوي مساعد وزير الداخلية الاسبق، والخبير السياحي ان الجسر ضرورة أمنية، وان التقاعس في تنفيذه ضرر بالغ في حق الاقتصاد والأمن القومي العربي.