التهاب المفاصل الروماتويدي، هو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجسم عن طريق الخطأ بطانة المفاصل، مسببًا التهابًا وتورمًا وألمًا وتيبسًا في المفاصل.

 

وفقًا للدكتور يامن حمصي رئيس قسم أمراض الروماتيزم في مستشفى جامعة نيويورك لانجون بالولايات المتحدة، فإنه لا يؤثر على المفاصل فحسب، بل يمكن أن يسبب أيضًا مشاكل في العينين والأوعية الدموية والأعصاب والجلد والقلب والرئتين وأعضاء أخرى. 

 

على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الاستجابة المناعية الذاتية لالتهاب المفاصل الروماتويدي إلى حدوث التهاب وتندب في أنسجة الرئة، مما يسبب مرض الرئة الخلالي، بحسب ما أوردت صحيفة "نيويورك بوست".

 

وأعراض التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن تزيد من حدة الإحساس بالخفقان والألم في المفاصل.

 

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي؟


يصل التهاب المفاصل الروماتويدي إلى ذروته بين سن الأربعين والستين، لكن يمكن تشخيص المرض خارج هذا النطاق أيضًا.

 

وتُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك في الغالب إلى التغيرات الهرمونية التي يمررن بها بعد الولادة وانقطاع الطمث.

غير أنه لا يزال سبب التهاب المفاصل الروماتويدي مجهولاً، ومن المرجح أن يكون متعدد العوامل. ويزيد وجود تاريخ عائلي للمرض، وبعض العوامل الوراثية، والعوامل البيئية، وعادات مثل التدخين من خطر الإصابة به.

 

ما هي أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي؟


يبدأ التهاب المفاصل الروماتويدي عادةً في المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين، وكذلك في الرسغين. وتُعد مفاصل الأصابع ومفاصل الإصبع الأوسط والمفاصل التي تلتقي فيها أصابع القدم بالقدم هي الأكثر عرضة للإصابة.

 

وغالبًا ما يكون التهاب المفاصل الروماتويدي متناظرًا، لذا فإنه يؤثر عادةً على نفس المفاصل على جانبي الجسم.

 

وتتمثل الأعراض الشائعة لالتهاب المفاصل الروماتويدي في ألم المفاصل والتورم والتيبس في الصباح، الذي يستمر لأكثر من 45 دقيقة. علاوة الشعور بالتعب وفقدان الوزن وآلام العضلات.

 

ما الذي يزيد من حدة أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي؟


يمكن أن يؤدي مرض اللثة الحاد الناتج عن سوء نظافة الفم إلى تفاقم أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي.

 

يؤدي عدم فعالية تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط إلى دخول البكتيريا الفموية إلى مجرى الدم، مما يسبب أو يزيد من حدة الالتهاب الجهازي.

 

والالتهاب هو السبب الجذري لأعراض ومضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي.

 

كيف يتم تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي؟

 

هناك أنواع عديدة من التهاب آلام المفاصل، ومن بينها التهاب المفاصل العظمي، وهو مرض تنكسي يصيب المفاصل ويمكن أن يسبب تيبسًا في الصباح، ولكنه عادة ما يستمر حوالي 10 دقائق.

 

يؤثر التهاب المفاصل العظمي بشكل أساسي على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، ويمكن أن يهاجم بعض المفاصل التي لا يستهدفها التهاب المفاصل الروماتويدي.

 

ولهذا السبب من المهم جدًا استشارة الطبيب لكونه القادر على التمييز بين هذه الحالات المعقدة.

 

ويمكن أن يساعد التصوير بالأشعة السينية، إلى جانب الفحص البدني واختبارات الدم، في التمييز بين التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل العظمي.

 

كيف يتم علاج التهاب المفاصل الروماتويدي؟


أصبح تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي أفضل مما كان عليه في السابق، وذلك بفضل العلاجات الجديدة التي تتيح للأشخاص الاستمتاع بحياة طويلة ونشطة.

 

ويميل الأطباء إلى استخدام ثلاث فئات من الأدوية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

 

تتداخل الأدوية التقليدية المعدلة للمرض المضادة للروماتيزم، مثل الميثوتريكسات، مع مسارات مناعية مختلفة لتقليل الالتهاب. وتأتي هذه الأدوية في الغالب على شكل أقراص.

 

وإذا لم تستجب للأدوية خلال ستة أسابيع إلى ثلاثة أشهر، فقد يحوّل الطبيب المريض إلى الأدوية البيولوجية المعدلة للمرض، والتي تعمل على تثبيط أجزاء محددة من عملية الالتهاب. ويتم ذلك عن طريق الحقن أو التسريب الوريدي.

 

أما الفئة الثالثة فهي الأدوية الاصطناعية المعدلة للمرض (DMARDs) الموجهة، مثل مثبطات JAK، والتي تستهدف مسارات معينة داخل الخلايا المناعية. وهي أدوية تُؤخذ عن طريق الفم.

 

يحتاج المريض إلى زيارة طبيب الروماتيزم كل ثلاثة أشهر لإجراء فحص دم والتحقق من استجابته للأدوية.

 

وفي حال تُرك التهاب المفاصل الروماتويدي دون علاج، فقد يتطور إلى تآكل العظام والغضاريف ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بسبب الالتهاب المزمن.