وصف المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية آفي أشكنازي، اتفاقية الغاز التي وقعتها "إسرائيل" بأنها "خطوة استراتيجية متعددة الأوجه"، قال إنها تستهدف "تعزيز التحالفات في منطقة البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي "المعتدل"، مع الحد من نفوذ تركيا وقطر في غزة، إلى جانب الدعم الأمريكي اللازم".

 

وأضاف أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأربعاء بتوقيع اتفاقية الغاز مع مصر متوقع، لكنه أشار إلى أن "إسرائيل" تعمل الآن على احتواء الأتراك، وتفعل ذلك بـ "حركة كماشة"، مستفيدةً من "السمعة" التي اكتسبتها خلال العامين الماضيين في (الحرب على غزة) حين أدانت الواقع الإقليمي، وقبل كل شيء حين تحركت ضد إيران ونجحت في توجيه ضربة حاسمة لها". 

 

تحالف إقليمي

 

وذكر أن "إسرائيل" تقوم ببناء تحالف إقليمي (ضد)الأتراك في البحر الأبيض المتوسط مع قبرص واليونان، مما يعني أنها قد تصبح جارة لتركيا- تحديدًا في المنطقة التي لا يرغب الأتراك في رؤية "إسرائيل" فيها كجارة، إلى جانب قواتها الجوية. 

 

وأوضح: "الخطوة الثانية هي التحالف الذي ستسعى إسرائيل إلى تشكيله بين الدول العربية المعتدلة، بهدف منع تركيا من أن تصبح جارتها في قطاع غزة. فإسرائيل ومصر والسعودية والبحرين والأردن، وحتى السلطة الفلسطينية، تشترك في مصلحة منع حماس من إعادة ترسيخ وجودها في غزة، ومنع تركيا وقطر من الانضمام إلى القطاع، وهما دولتان تنتميان إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتدعمان حماس في غزة دعماً كاملاً"، وفق قوله.

 

تركيا وقطر

 

ورأى أشكنازي أن جميع الدول العربية "المعتدلة" تدرك أن دخول تركيا وقطر إلى غزة "يُهدد استقرار أنظمتها في المستقبل القريب والبعيد". 

 

وقال: "إن رؤية جماعة الإخوان المسلمين في تلك الدول لنجاة حماس من الحرب، بل وتمكنها من إدخال القوات التركية عبر البوابة الرئيسة لحماية سكان غزة من إسرائيل، يُشكل حافزًا لها للتحرك ضد الأنظمة في مصر والسعودية والبحرين والأردن ورام الله".


واعتبر أشكنازي أن "بيع الغاز لمصر هو بمثابة إعلان نوايا بين إسرائيل ومصر، حيث تبيع إسرائيل الغاز بسعر رخيص لإنقاذ الاقتصاد المصري المتعثر، ولكنه سيتطلب استقرار التحالف الذي سيكون فيه المصريون العامل المهيمن في القوة متعددة الجنسيات في غزة، في أعمال إعادة الإعمار والبناء، والتي ستكون عائدات بنائها قادرة أيضًا على دفع ثمن الغاز الإسرائيلي".

 

وأشار إلى أن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدو الآن، أنه سيطالب بالموافقة على تحركات التحالف التي تبنيها "إسرائيل" لكبح جماح ما وصفها بـ "إمبراطورية رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا".

https://www.maariv.co.il/news/military/article-1263476