حذّر المستشرق يوني بن مناحيم، المستشار الاستراتيجي بمعهد بن مناحيم للدراسات من تدهور خطير في العلاقات بين "إسرائيل" ومصر، في أعقاب العمليات التي نفّذها الجيش "الإسرائيلي" في قطاع غزة. 

 

وصرح في مقابلة مع القناة الـ 14 العبرية، بأن مصر لجأت إلى الولايات المتحدة مطالبةً إياها بوقف الإجراءات "الإسرائيلية"، وحاولت الترويج لقمة ثلاثية، لكن دون جدوى.

 

الخط الأصفر

 

وكشف بن مناحيم، أن مصر تأخذ على محمل الجد تصريحات رئيس الأركان اللواء إيال زامير بشأن "الخط الأصفر"- المنطقة في وسط قطاع غزة التي تضم 53 بالمائة من القطاع.

 

ويقول رئيس الأركان "الإسرائيلي" إن الخط الأصفر سيكون بمثابة الحدود الجديدة للقطاع مع "إسرائيل". 

 

ويقضي اتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" و"حماس" الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بتراجع القوات "الإسرائيلية" إلى ما وراء "الخط الاصفر" المحدّد للمنطقة التي انسحبت منها.

 

وبموجب المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أوقفت الحرب في قطاع غزة، يسيطر الجيش "الإسرائيلي" حاليًا على 53 في المائة من القطاع، بما في ذلك معظم أراضيه الزراعية، إلى جانب رفح في الجنوب ومناطق حضرية أخرى.

 

وتتضمن الخطة بعد المرحلة الأولى انسحاب "إسرائيل" بشكل أكبر انطلاقًا مما يسمى بالخط الأصفر المتفق عليه في خطة ترامب، إلى جانب إنشاء سلطة انتقالية لحكم غزة، ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات تهدف إلى تسلم المسؤولية من الجيش الإسرائيلي، وكذلك نزع سلاح حماس وبدء إعادة الإعمار.

 

وتتهم مصر، "إسرائيل" بالسعي إلى تقسيم قطاع غزة إلى قسمين وإجراء  تغييرات ديموغرافية وجغرافية، مع هدم أحياء بأكملها وبنية تحتية مدنية، الأمر الذي يثير غضبًا عارمًا في القاهرة. 

 

وأضاف بن مناحيم أن مصر تفسر هذه الخطوة على أنها الخطوة الأولى نحو ترسيخ الوجود "الإسرائيلي" الدائم في القطاع.

 

وأوضح قائلاً: "إنهم لا يرون هذا كعملية محدودة، بل كمحاولة لإرساء سيطرة طويلة الأمد - وهم قلقون للغاية".

 

تعثرات في عقد القمة الثلاثية  

 

وفي ضوء تصاعد التوترات، كشف بن مناحيم أن الولايات المتحدة حاولت عقد قمة ثلاثية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكان الهدف من الاجتماع تهدئة التوترات وتخفيف المخاوف من تصعيد إقليمي.

 

لكن المبادرة واجهت مشاكل كبيرة: فقد وضعت مصر شروطًا مسبقة لعقد الاجتماع، بما في ذلك طلب موافقة "إسرائيل" على صفقة تصدير الغاز من "ليفياتان"، والانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا، والموافقة على فتح معبر رفح بشكل دائم أمام حركة المرور في كلا الاتجاهين.

 

وقال بن مناحيم: "هذه مطالب لا يمكن لإسرائيل قبولها، وبالتأكيد ليس في خضم القتال، ولذلك تم إلغاء القمة في هذه المرحلة".

 

هل سيحاول ترامب كبح جماح نتنياهو؟

 

بحسب بن مناحيم، لا يزال الرئيس ترامب يأمل في ممارسة ضغوط دبلوماسية. ويتوقع القاهرة أن يحاول ترامب، خلال اجتماعه المزمع مع نتنياهو في فلوريدا نهاية الشهر، "كبح جماح السياسة الإسرائيلية في قطاع غزة".

 

وفي غضون ذلك، لا تزال العلاقات الأمنية قائمة بين "إسرائيل" ومصر، لكن على الصعيد السياسي، ثمة توتر واضح. فالقاهرة ترى في التواجد "الإسرائيلي" في غزة ليس خطرًا أمنيًا فحسب، بل تهديدًا لسيادتها في المنطقة الحدودية ولاستقرارها الداخلي، لا سيما على الصعيدين الفلسطيني والبدوي.


https://www.tv2000.co.il/article/58128