أيدت محكمة جنايات مستأنف الإسكندرية حكم الإعدام الصادر بحق ثلاثة متهمين في واقعة قتل هزّت منطقة العامرية ثان، بعدما تورطوا في اغتيال موظف داخل سيارته، في جريمة وُصفت بأنها مخطط انتقامي خرج عن السيطرة. كما قضت المحكمة بالسجن عامين لمتهم رابع بتهمة التستر على الجناة وإخفاء السلاح المستخدم في الجريمة.
خيوط الجريمة.. عندما تحول البحث عن الانتقام إلى دماء
تعود تفاصيل القضية رقم 699 لسنة 2025 جنايات العامرية ثان إلى بلاغ تلقته الجهات الأمنية يفيد بالعثور على جثة رجل داخل سيارته، وقد أصيب بطلق ناري في الرأس أنهى حياته على الفور.
كشفت التحريات أن المتهمين الثلاثة "ش.م.م" و**"ي.أ.م"**—وهما عاملان من محافظة أسيوط—قدما إلى الإسكندرية للبحث عن شخص يدعى "ع.م.ع" بهدف الانتقام منه على خلافات سابقة. وفي سياق بحثهما، استعانا بالمتهم الثالث "ع.ف.ع" الذي ساعدهما—من دون إدراك لطبيعة مخططهما الحقيقي—في رصد تحركات موظف يعمل في شركة صناعية بالمنطقة ويدعى "أ. ال. ح"، اعتقادًا منه أنه الشخص المطلوب.
وبحسب التحقيقات، حصل المتهمون على مساعدة المتهم الثالث مقابل مبلغ مالي، حيث زودهم بمعلومات كاملة عن خط سير المجني عليه، وجهز لهم سلاحين ناريين هما طبنجة وفرد خرطوش، دون أن يدرك أن ذلك سيقود إلى جريمة قتل.
لحظات التنفيذ.. رصاصة أنهت كل شيء
في يوم الحادث، توجه المتهمان الأول والثاني إلى مقر عمل الضحية، وانتظرا خروجه. وما إن دخل سيارته حتى باغته أحدهما بإطلاق رصاصة مباشرة نحو الرأس، ليسقط الضحية قتيلًا في الحال داخل مركبته، في مشهد صادم أعاد للأذهان جرائم الثأر التي تمتد جذورها إلى مناطق الصعيد.
وعقب التأكد من وفاة المجني عليه، لجأ الجناة إلى المتهم الرابع "ع.م.ع"، الذي قام بإخفاء السلاحين المستخدمين، في محاولة لإبعاد الشبهات عنهم.
وبعد استعراض أدلة الاتهام، وتقرير الطب الشرعي، وتحقيقات النيابة، رأت المحكمة أن الجريمة تمت بتخطيط مسبق وتنسيق بين المتهمين، وأن نية القتل ثابتة يقينًا، ما يستوجب أقصى درجات العقاب.

