شهد طريق القاهرة – الفيوم الصحراوي، صباح اليوم، حادثًا جديدًا أعاد إلى الواجهة تساؤلات المواطنين حول معايير الأمان على بعض الطرق السريعة، وذلك بعد إصابة 10 أشخاص بينهم أطفال، إثر اصطدام سيارة ملاكي بسور جانبي للطريق. وقد جرى نقل المصابين إلى مستشفى الفيوم العام لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما حررت الأجهزة الأمنية محضرًا بالواقعة وأخطرت النيابة العامة التي بدأت تحقيقاتها.

 

الحادث الذي وقع في منطقة تشهد عادة حركة مرورية نشطة، تسبّب في حالة من الذعر بين المارة وسائقي المركبات، خاصة مع وجود أطفال بين المصابين. وأكدت المصادر الطبية أن الإصابات تراوحت بين كسور وجروح وكدمات، وأن بعض الحالات ما تزال تخضع للفحوصات والتقييم داخل غرفة الطوارئ.

 

ورغم أن مصر نفذت خلال السنوات الأخيرة واحدة من أضخم خطط تطوير الطرق والكباري في تاريخها، وضخّت مليارات الجنيهات في مشروعات البنية التحتية، إلا أن حوادث الطرق لا تزال تُسجّل بمعدلات ملحوظة، ما يثير جدلًا واسعًا حول الفجوة بين جودة الطرق في المؤشرات الرسمية وما يواجهه المواطنون فعليًا على الأرض.

 

وبحسب تصريحات الأهالي الذين تواجدوا في محيط الحادث، فإن هذا الطريق تحديدًا—الذي يُعد شريانًا رئيسيًا يربط القاهرة بمحافظة الفيوم—يعاني من مشكلات متكررة أبرزها ضعف الإضاءة في بعض المسافات، وقلة العلامات التحذيرية، وافتقار بعض أجزاء الطريق لرقابة مرورية مستمرة، خصوصًا خلال ساعات الليل والفجر.

 

وأشار سكان المنطقة إلى أن الطريق يشهد تكدسًا مروريًا كبيرًا خلال فترات الذروة، وأن حوادث مماثلة تتكرر بين الحين والآخر، ما يدفعهم إلى المطالبة بمزيد من الإجراءات الوقائية. ويتصدر قائمة مطالبهم: تحسين جودة الإضاءة، زيادة المطبات العاكسة، تركيب كاميرات للرقابة اللحظية، وتفعيل دوريات مستمرة للمرور، إضافة إلى إجراء صيانة دورية للأسوار الجانبية التي كثيرًا ما تتعرض للتلف.

 

ومع استمرار هذه الحوادث، تتزايد الدعوات الشعبية لإعادة تقييم شامل لمعايير الأمان والسلامة على الطرق السريعة والفرعية، بما في ذلك مراجعة المخططات الهندسية لبعض المسارات، وتحسين تصميم المنحنيات، وزيادة ممرات الطوارئ.

 

كما يطالب الخبراء بتشديد الرقابة على السرعات، وتكثيف حملات التوعية للسائقين، وتطوير أنظمة الإنقاذ والإغاثة لضمان الوصول السريع للمصابين.

 

ويُعيد هذا الحادث المؤلم التذكير بأن تطوير الطرق لا يكتمل دون تطبيق منظومة أمان متكاملة تجمع بين البنية التحتية السليمة والالتزام المروري والرقابة المستمرة، لضمان سلامة ملايين المواطنين الذين يعبرون هذه الطرق يوميًا.