لم تعد الحرب الإسرائيلية تقتصر على القصف في غزة، بل انتقلت إلى عمق البيت المصري عبر "حرب سيبرانية" خبيثة. فقد كشفت تقارير ونشطاء عن نشاط مكثف ومريب لآلاف الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك) بأسماء وصور مصرية، تتحدث بلكنة عامية متقنة، لكن وظيفتها الوحيدة هي شيطنة المقاومة الفلسطينية، الهجوم على جماعة الإخوان، وإثارة الفتن الداخلية، فيما يبدو وكأنه "غرفة عمليات مشتركة" بين الذباب الإلكتروني وتل أبيب.

 

الفضيحة: حسابات "عبرية" بـ IP مصري!

 

فجر نشطاء تقنيون مفاجأة مدوية بعد تتبع نشاط مئات الحسابات التي تقود حملات الهجوم على حماس وتبرر المجازر الإسرائيلية.

 

انتحال الهوية: هذه الحسابات لا تكتفي بنقل الدعاية الصهيونية، بل تتقمص شخصيات "مواطنين مصريين غيورين على الوطن"، يستخدمون مصطلحات وطنية مبالغ فيها (مثل "السيادة" و"الأمن القومي") لتمرير رسائل مسمومة تخدم الاحتلال، مثل الترويج لأن "حماس هي السبب في معاناة غزة" أو "الإخوان هم الخطر الحقيقي وليس إسرائيل".

 

التتبع التقني: أشارت تحليلات (نشرها مدونون مثل محمد عوازن وغيرهم) إلى أن بعض هذه الحسابات، التي تدار باحترافية عالية، تصدر من نطاقات جغرافية داخل مصر، مما يطرح تساؤلات خطيرة: هل هي خلايا تابعة للموساد نجحت في الاختراق؟ أم أنها "لجان إلكترونية محلية" تعمل بتنسيق أمني لخدمة أجندة تتقاطع مع مصالح الاحتلال؟.

 

 

كما كشف الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين هذه اللجان حيث كتب واخيرا الأيقونة الاعلامي الإسرائيلي من أصول عراقية يدخل إلى حلبة تويتر ويفتح حساب لمخاطبة الشعب الإسرائيلي لكن أيضا سيخاطب العرب".
 

 

الوحدة 8200: جيش الظل الذي يتحدث "المصري"

 

تشير أصابع الاتهام بوضوح إلى "الوحدة 8200" التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، والمختصة بالحرب الإلكترونية.

 

استراتيجية "التسميم الثقافي": تعتمد هذه الوحدة على تجنيد آلاف المجندين الذين يتقنون العربية ولهجاتها المختلفة (خاصة المصرية)، لإنشاء حسابات وهمية (Avatars) تبدو طبيعية جداً. هدفهم ليس الدفاع عن إسرائيل بشكل مباشر، بل "تفتيت الحاضنة الشعبية" للمقاومة عبر إثارة النعرات القومية وتخويف المصريين من "سيناريوهات التهجير" لضرب التعاطف مع غزة.

 

إيدي كوهين وأفيخاي أدرعي: يمثل هؤلاء "الواجهة العلنية" لهذا الجهد، حيث يتفاعلون باستمرار مع هذه الحسابات الوهمية لتعزيز مصداقيتها، ويعيدون نشر تدوينات "حسابات مصرية" (مشبوهة) تهاجم المقاومة، ليقولوا للعالم: "انظروا، العرب يكرهون حماس أيضاً".

 

https://www.facebook.com/groups/896600747689573/posts/1733069897375983/

 

الأهداف الخبيثة: ضرب "الإخوان" والمقاومة بحجر واحد

 

تركز هذه الحسابات بشكل هستيري على الربط بين "المقاومة في غزة" و"جماعة الإخوان" في مصر، مستغلة العداء التاريخي للنظام الحالي مع الجماعة.

 

شيطنة المقاومة: يتم تصوير أي عملية للمقاومة على أنها "مؤامرة إخوانية" لجر مصر للحرب، مما يبرر للنظام موقفه المتخاذل ويخلق غطاءً شعبياً (مزيفاً) للصمت على الإبادة.

 

إثارة الفتنة: تعمل هذه اللجان على إشعال معارك وهمية بين المصريين والفلسطينيين، أو بين المصريين والسعوديين (كما حدث في أزمة التراشق الإعلامي)، لتشتيت الانتباه عن الجرائم الإسرائيلية الحقيقية.

 

احتلال للعقول بلا رصاص

 

إن ما يحدث هو اختراق للأمن القومي المصري أخطر من التجسس التقليدي. فوجود حسابات تدار بأجندة صهيونية وتتحدث بلسان مصري، سواء كانت تابعة للموساد مباشرة أو "لجان وظيفية" تابعة للنظام، هو خيانة عظمى للوعي الجمعي. إنها محاولة لصهينة العقل العربي من الداخل، وجعل "كره المقاومة" وجهة نظر وطنية، بينما الحقيقة الوحيدة هي أن العدو الذي يقتل في غزة هو نفسه الذي يعبث بعقول المصريين على "فيسبوك" و"تويتر".