شهدت مدينة السادس من أكتوبر صباح اليوم حادثًا مروّعًا بعد انقلاب أتوبيس تابع لإحدى الشركات، كان يقل مجموعة من العمال في طريقهم إلى مقر عملهم، ما أسفر عن إصابة 15 شخصًا بإصابات متفرقة، تراوحت بين الكدمات والسحجات والكسور، وسط حالة من الهلع بين المارة وتعطّل مروري امتد لساعتين كاملتين.
وبحسب المعاينة الأولية، فإن الأتوبيس كان يقوده سائق يبلغ من العمر ستين عامًا، انحرفت عجلة القيادة من بين يديه بصورة مفاجئة، ما أدى إلى انقلابه على جانب الطريق، متسببًا في تناثر الركاب على مسافات متفاوتة داخل وخارج المركبة.
الحادث لم يمر مرور الكرام، إذ أعاد إلى الواجهة أسئلة قديمة–جديدة حول سلامة الطرق وجودة البنية المرورية في البلاد، خاصة مع استمرار وقوع حوادث مماثلة على طرق رئيسية وفرعية رغم الجهود الحكومية لتطوير شبكة الطرق والكباري خلال السنوات الماضية.
فعلى الرغم من تحسّن تصنيف مصر عالميًا في تقارير جودة الطرق، إلا أن الواقع الميداني يكشف عن فجوة بين الطموح الرسمي والتطبيق العملي. كثير من الحوادث التي تقع في مناطق صحراوية أو طرق فرعية تشير إلى ضعف في عناصر التأمين والرقابة، إضافة إلى غياب الصيانة الدورية في بعض المواقع، وهو ما يضع سلامة المواطنين على المحك، ويطرح تساؤلات حول مدى فعالية الاستثمارات الضخمة التي ضُخت في هذا القطاع.
وقد أعرب عدد من أهالي المنطقة عن غضبهم، مؤكدين أن الطريق الذي وقع عليه الحادث يشهد كثافة مرورية كبيرة دون وجود الإجراءات الكافية لضمان السلامة. وطالبوا بضرورة تعزيز الإضاءة، وزيادة اللافتات التحذيرية، وتكثيف الحملات المرورية، إلى جانب إجراء فحوصات منتظمة للطريق لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
كما دعا المواطنون إلى مراجعة شاملة لمعايير السلامة التي تعتمدها الجهات المختصة، مؤكدين أن تطوير الطرق لا يقتصر على التوسع في المسارات أو إنشاء الكباري، بل يشمل أيضًا توفير بيئة مرورية آمنة تضمن سلامة السائقين والركاب على حدّ سواء.

