في أعقاب الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، وحتى قبل تنصيبه "رئيسًا" للبلاد، أطلق قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، بينما كان لا زال وزيرًا للدفاع وعده بتحقيق الرخاء في مصر.

 

ففي مارس 2014، أطلق السيسي عبارته الشهيرة: "وبكره تشوفوا مصر، هي أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا". وبعد 6 أشهر من وعده الأول، خرج مجددًا ليقول للمصريين في سبتمبر 2014: "اصبروا معايا سنتين وحاسبوني".

 

وبعد مرور عام من حكمه، أعاد السيسي على أسماع المصريين نفس الوعود في يونيو 2015، قائلاً: "سنتين كمان وتستغربوا مصر بقت كده إزاي"، وقبل 6 شهور من نهاية المهلة التي حددها بنفسه، قال في نهاية ديسمبر 2016: "اصبروا معايا ست شهور بس".

 

بعد 10 أيام فقط، كرر السيسي، وعده للشعب المصري، قائلًا: "بكره تشوفوا مصر"، موضحًا أن حديثه ليس بهدف رفع المعنويات، بل "كلامي واقعي نابع من معرفتي بكافة التفاصيل سواء الخير الذي تحققه الدولة أو الشر الذي يواجهها من البعض".

 

وعود مكررة 

 

وبعد أن مر العامان دون تحقيق الوعد الذي قطعه على نفسه، تفاجأ المصريون بتكراره لنفس الوعد في 24 يوليو 2018، إلا أنه في هذه المرة لم يحدد مهلة زمنية، حيث قال: "اصبروا وسترون العجب العجاب في مصر".

 

ومع الإعلان عن انتقال حكومته للعاصمة الإدارية الجديدة، أطال السيسي في أكتوبر 2018، أمد وعوده، قائلاً: "هوريكم دولة تانية في 30 يونيه 2020"، وهو الوعد الذي لم يتحقق بعد.

 

وفي31 يوليو 2019، أعاد وعده الأول والشهير: "بكرة تشوفوا مصر"، لكنه زاد هذه المرة، بقوله: "في شكلها الجديد، وستكون مصر جديدة في كافة المجالات وعلى رأسها مجالات الرقمنة".

 

وواصل السيسي إطلاق وعوده أثناء افتتاحه مشروع استزراع سمكي في بورسعيد في يناير 2021: "هتشوفوا مصر خلال 3 سنين"، وأضاف: "هندخل الريف خلال ثلاث سنوات وهنخرج منه مصر تانية"، في إشارة إلى مشروع وعد فيه بتطوير 1500 قرية بالريف المصري.

 

لكن المفاجأة جاءت في انقلابه على تعهداته ووعوده في احتفالية "يوم الشهيد" خلال اكتوبر 2022، قائلاً إنه سيقف يوم القيامة أمام الله ليسأل المصريين ويحاسبهم مثلما يحاسبونه الآن، وأشار إلى أنه لم يعد المصريين  بالسمن والعسل، وقال: "إننا سنكون معًا لمواجهة التحديات، هل وعدتكم فأخلفتكم؟".

 

حل الأزمة الاقتصادية

 

وفي 19 يناير 2023، وعد السيسي  المصريين بحل الأزمة الاقتصادية، وأنها ستمر بسلام بمزيد من التحمل، قبل أن يتفاجأ المصريون في نفس الشهر، بالتعويم الثالث خلال أقل من عام والرابع منذ 2016 للجنيه، استجابة لطلب صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 3 مليارات دولار.

 

كانت آخر وعود الرخاء التي أطلقها السيسي اليوم 18 نوفمبر 2025 رهنًا بامتلاكه مبلغ أكبر بكثير من ميزانية الدولة، إذ قال: "إحنا عايزين 50 تريليون جنيه عشان نعرف نصرف كويس ونكفي الناس كل حاجة، ويكون عندنا موازنة كويسة"، مضيفًا: "فاتورة الدعم تتمثل فى الوقود والخبز والسلع التموينية وأسعار الكهرباء وبعض الخدمات بإجمالى حوالى 600 مليار جنيه".

 

 

وعود "فنكوش"

وأثارت وعود السيسي المتكررة للمصريين، ردود فعل ساخرة، بعد أن عجز حتى الآن عن الإيفاء بوعوده لهم، في الوقت الذي تزداد فيه الأوضاع صعوبة عما كانت، من ارتفاع الأسعار إلى أضعاف مضاعفة، مما دفع الكثيرين إلى وصف تلك الوعود بـ "الفنكوش"، في إشارة إلى أنه لا أصل لها، وأنها لا تعدو محض وعود كاذبة يهدف منها إلى خداع المصريين.

 

في حين اتخذ الإعلامي الموالي للأجهزة الأمنية أحمد موسى، موقفًا دفاعيًا عن قائد الانقلاب، قائلاً إنه استلم مصر في وضع أمني مضطرب، وأعادها إلى الطريق الصحيح، مشيرًا إلى قوله: إنه "خلال 10 سنين اللي فاتوا عملنا بأقصى ما يمكن عمله ببركة من رب العباد لبلدنا وشعبها، ولو الناس مش حاسين باللي حصل دي أكتر حاجة خايف عليكوا منها".