حمد حسن رقيط

داعية إماراتي معتقل في سجون السلطة من عام 2012

 

المقصود من دعوة الناس هو تحبيب الإيمان إلى  قلوبهم واستمالتها إلى الهدى والحق لتستقيم على عبادة الله وتلتزم بطاعته. ولا يكون ذلك إلا بمراعاة ظروف المدعوين والدخول عليهم من الباب الذي يريحهم ولا يشق عليهم ومن الجهة التي يحبونها ولا تحرجهم ومن طرق السياسة الحكيمة في الدعوة إلى الله:

 

1 - تحري أوقات الفراغ والنشاط والقبول مع مراعاة الاقتصاد في الموعظة وعدم الإكثار منها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتخول أصحابه بالموعظة والعلم كي لا ينفروا ومن أجل كراهية السآمة عليهم، وفي الحديث الشريف : " يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " (حديث صحيح في جامع الألباني رقم8086) .

 

2 -  ترك بعض المصالح التي لا ضرر في تركها ولا إثم اتقاء الفتنة فقد يجد الدعاة إلى الله بعض الأشياء التي لا تخالف الشريعة ولكن فعل غيرها أفضل فإذا علم الدعاة أنه ستحصل فتنة إذا دعوا إلى ترك هذه المصالح أو فعلها فلا حرج ألا يدعوا، فقد ترك الرسول صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وبناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام اجتناباً لفتنة قوم كانوا حديثي عهد بجاهلية.

 

3 -  تأليف القلوب بالمال والجاه أحياناً ومن أجل ذلك شرع الإسلام نصيباً معلوماً من الزكاة للمؤلفة قلوبهم، وكان الرجل يأتي للرسول صلى الله عليه وسلم ويعطيه ما بين جبلين من الغنم ويعطي الرجل أحياناً لتلافي حقده ويعطي الرجل إنقاذاً له من النار كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلى منه خشية أن يكب في النار على وجهه".        

                   

ومن تأليف القلوب بالمال استخدام أسلوب الهدية فإنه يجمع القلوب لقوله صلى الله عليه وسلم " تهادوا تحابوا"  (حديث صحيح في جامع الألباني رقم3004) والتأليف بالجاه من السياسة الحكيمة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للأنصار حينما أثر عليهم غيرهم في العطاء " أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به" فقالوا بلى يا رسول الله قد رضينا".

 

4 - التأليف بالعفو والصفح في موضع الانتقام وهو أسلوب حكيم ومؤثر يقضي على العداوات ويزيد من الصدقات ويكشف عن خصال الخير وحسن السريرة وسلامة الصدر.

 

قال تعالى: " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين"(آل عمران: الآية 159).

 

5 - عدم التصريح بذكر المخطئ إلا لمصلحة لقوله صلى الله عليه وسلم في توجيه أشخاص مخطئين: "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم" (حديث صحيح في جامع الألباني رقم 5574).

 

6 - ضرب الأمثال مثل قوله صلى الله عليه وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً" (حديث صحيح في جامع الألباني رقم 6654).                         

 

والغرض من ذلك تقريب المفهوم بالمحسوس.