في حلقة جديدة من برنامج «مصر النهارده» على قناة مكملين، شنّ الإعلامي محمد ناصر هجومًا لاذعًا على الكاتب الصحفي حمدي رزق، متهمًا إياه بالانحياز السافر للنظام الحاكم، وتمثيل ما وصفه بـ«نفاق النخبة» في مصر.

 

جاء ذلك على خلفية تصريحات أدلى بها رزق مؤخرًا، زعم فيها أن الرفض الشعبي للإفراج عن المعتقلين السياسيين يمثل «علامة صحة نفسية ووطنية»، وهو ما اعتبره ناصر «تصريحًا استفزازيًا» يتحدث باسم 100 مليون مصري دون تفويض أو استفتاء، متسائلًا بسخرية: «من أين جاءك هذا التفويض الشعبي يا حمدي؟».

 

ناصر يهاجم خطاب النخبة المؤيدة للنظام

 

في معرض رده، استخدم محمد ناصر السخرية والفكاهة السياسية كسلاح لتفكيك منطق رزق ومن معه من المؤيدين.

 

وجه إليه تساؤلات مباشرة: «هل أجريتم استفتاء لتعرفوا أن الشعب راضٍ عن الاعتقالات؟ هل خرج أحد ليؤكد ذلك؟».

 

وأشار ناصر إلى أن رزق والفنانة إسعاد يونس، اللذين عبّرا عن الموقف ذاته، ينتميان إلى ما وصفه بـ«مجتمع الجونة» — مجتمع النخبة المنعزل الذي لا يمثل صوت المصريين الحقيقيين، بل يعيش في فقاعة من الرفاهية والإقصاء.

 

يرى ناصر أن هذا النوع من الخطاب الإعلامي يندرج ضمن محاولة منظمة لتغييب الشعب عن مؤسسات الدولة.


فالمواطن – بحسبه – لم يعد ممثلًا لا في البرلمان ولا في مجلس الشيوخ، ولا حتى في الصحافة أو الدراما.

 

ويؤكد ناصر: «الشعب المصري تم تغييبه عمدًا، ليبقى فقط صوت النظام وأذرعه الإعلامية هو المسيطر».

 

تسليط الضوء على نماذج الظلم والاعتقال

 

لم يكتف ناصر بالنقد العام، بل استعرض نماذج إنسانية محددة تجسد ما يسميه “الظلم الشامل” في مصر، معتبرًا أن القمع لم يعد يقتصر على تيار أو فئة بعينها.

 

  • حالة الدكتور محمد البلتاجي: تحدث ناصر مطولًا عن القيادي الإخواني المعتقل منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة، مؤكدًا أن حالته الصحية تدهورت إلى درجة أنه أصبح يستخدم كرسيًا متحركًا، متسائلًا: «ما ذنبه سوى أنه كان معارضًا؟».

واعتبر أن تهمة «الانضمام لجماعة محظورة» تحولت إلى تهمة جاهزة تُلصق بأي صوت معارض مهما كان انتماؤه.

  • الكاتب هاني صبحي: أشار ناصر إلى حبسه دون محامين ودون فرصة للدفاع عن نفسه، معتبرًا ذلك نموذجًا صارخًا على انهيار العدالة.

وسأل بحدة: «هل هذا هو المجتمع الذي تتحدث باسمه يا حمدي رزق؟ المجتمع الذي يرضى بالحبس بلا دفاع؟».

  • الاعتقالات الواسعة للفتيات: تناول ناصر أيضًا ما وصفه بـ«حملة قذرة» طالت أكثر من سبعين فتاة وسيدة من مختلف المحافظات، معتبرًا أن ما يحدث «مجزرة ترتكب بحق نساء وفتيات مصر»، وأنها تفضح ازدواجية الخطاب الرسمي الذي يدّعي احترام المرأة بينما يمارس ضدها القهر الأمني.

 

قراءة في منطق “الرفض المجتمعي” ونفاق النخبة

في ختام تحليله، يقدم ناصر مقارنة رمزية حادة بين حديث حمدي رزق عن “الرفض المجتمعي للإفراج عن المعتقلين” وبين حادثة صفع مسن في السويس على يد مالك عقاره.

 

يسأل ناصر ساخرًا: «هل المجتمع أيضًا قال لك إنه راضٍ على صفع المسن؟».

 

بهذا التشبيه، يسعى إلى تفكيك التناقض في خطاب النخبة الموالية للنظام:

 

فهي تدّعي الحديث باسم المجتمع عندما يوافقها، لكنها تتجاهله حين يُظلم أبناؤه.

 

يؤكد ناصر أن منطق “الرفض المجتمعي” حيلة لغوية تُستخدم لتبرير القمع وإضفاء شرعية زائفة على سياسات السلطة، وأن هذا الخطاب يعكس انفصال النخبة عن واقع المصريين الذين يعيشون الفقر والخوف والتهميش.

 

ويختم بالقول الحاسم: «الشعب المصري غُيّب ومُغَيَّب عمداً»، مستشهدًا بالمحامي الراحل فريد الديب الذي كان – حتى في زمنه – يرى في حمدي رزق نموذجًا للمطبلين للسلطة، في إشارة إلى أن هذا النمط من الكتّاب ليس جديدًا بل ممتدّ عبر العهود.

 

وختاما من خلال هذا السجال، يظهر ناصر في موقع المدافع عن الوعي الشعبي ضد ما يصفه بسيطرة النخبة الموالية للسلطة على الإعلام والرأي العام.

 

الفيديو، رغم لغته الحادة، يعكس صراعًا أعمق على الخطاب والمشروعية في مصر:هل تمثل النخبة صوت الشعب، أم أنها صارت أداة لتبرير استبداد السلطة؟

 

سؤال يتركه ناصر مفتوحًا، داعيًا جمهوره إلى التفكير لا التصفيق.

 

http://https://www.youtube.com/watch?v=rpfkiz6_onY