نشر موقع العربي الجديد أن السلطات المصرية وجّهت إلى الروائي والباحث القبطي هاني صبحي تهمة "الانضمام إلى جماعة إرهابية" ونشر أخبار كاذبة، بعد يومين من اختفائه القسري إثر مداهمة منزله في القاهرة. وأعلن المحامي الحقوقي خالد علي أن صبحي ظهر أمام نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس بعد احتجازه سرًا في مكان غير معلوم لمدة يومين.

ألقى الأمن القبض على صبحي دون إذن قضائي، بعد نشره منشورًا ساخرًا على فيسبوك ينتقد فيه عبد الفتاح السيسي. وقررت النيابة حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق، في أحدث حلقات حملة القمع التي تطال الأصوات المعارضة والمستقلة في مصر.

ينحدر صبحي من حي المرج الشعبي في القاهرة، وهو باحث وأديب له أعمال أدبية تتناول قضايا الهوية والذاكرة والمقاومة. أصدر في أواخر عام 2024 مجموعة قصصية بعنوان روح الروح تناول فيها آثار الحرب الإسرائيلية على غزة من منظور إنساني. أما روايته السابقة في مقهى بشبرا (2020) فقدّمت بانوراما للحياة اليومية والتنوع الاجتماعي في أحد أعرق أحياء العاصمة.

أثارت طريقة اعتقال صبحي وتوجيه التهم إليه استنكار منظمات حقوقية وكُتّاب مصريين وعرب، معتبرين أنها استمرار لنهج استهداف الباحثين والمدونين والمبدعين لمجرد التعبير عن آرائهم أو نقد السلطة. وذكّروا بسلسلة من القضايا المماثلة خلال السنوات الأخيرة، وُصِفت بأنها "تجريم للكلمة" باستخدام قوانين مكافحة الإرهاب الفضفاضة.

تستغل السلطات هذه القوانين لتكميم الأفواه ومعاقبة أصحاب الآراء الناقدة، حتى لو كانت رمزية أو ساخرة. وتحوّلت تهمة "الانضمام إلى جماعة إرهابية" إلى مظلة جاهزة تُستخدم ضد المفكرين والفنانين الذين لا يتماشون مع الرواية الرسمية للنظام.

أشار تقرير مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى أن الإفراج المحدود عن بعض النشطاء مؤخرًا لا يُغيّر واقع الاعتقالات التعسفية الواسعة ولا القيود الصارمة المفروضة على المجتمع المدني وحرية التعبير في مصر. كما دعا التقرير إلى إنهاء ممارسات الإخفاء القسري والتعذيب وفتح السجون أمام الرقابة المستقلة.

تؤكد قضية هاني صبحي أن النظام المصري يواصل توسيع دائرة الخوف، مستخدمًا القضاء الاستثنائي والأمن السياسي لترهيب الكُتّاب والفنانين. ويبدو أن أي تعبير نقدي — حتى لو جاء في منشور ساخر — صار يُعامل كتهديد للأمن القومي.

ورغم أن السلطات تحاول تغليف هذه القضايا بعبارات قانونية عن "مكافحة الإرهاب"، إلا أن جوهرها سياسي بحت: حماية صورة النظام ومنع أي صوت يجرؤ على السخرية منه. ومع كل كاتب يُسجن أو يُخطف من بيته، يزداد اتساع الفجوة بين الدولة والمجتمع، وتخسر الثقافة المصرية جزءًا من روحها الحرة التي لطالما كانت ملاذًا في وجه القمع.

يطالب ناشطون وحقوقيون بالإفراج الفوري عن هاني صبحي وإسقاط التهم المفبركة ضده، باعتبار قضيته امتحانًا جديدًا لحرية الإبداع في مصر، التي تزداد تآكلًا تحت ظل السلطة الأمنية.

 

https://www.newarab.com/news/egypt-charges-coptic-novelist-joining-terrorist-org