من المعلوم أن رجل الأعمال، المهندس نجيب ساويرس يولي اهتمامًا كبيرًا باستثمار أمواله في سوق الذهب خلال السنوات الأخيرة، حتى أصبح أحد أكبر المستثمرين في العالم في الذهب، بعد أن قلص إلى حد كبير استثماراته في سوق العقارات في مصر، وتخارج من قطاع الاتصالات الذي أسهم بشكل كبير في تحقيق ثروته الضخمة مع بداية الألفية.

 

البداية كانت في عام 2015، عندما اتجه رئيس شركة انتوميتالز القابضة للتعدين، ورئيس أوراسكوم القابضة للاستثمار بقوة إلى سوق الذهب، على خلفية التطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد عقب الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

 

وفي عام 2018، أعلن رجل الأعمال تخصيص نصف ثروته للاستثمار في قطاع الذهب، من خلال مضاعفة حصته في إحدى كبرى شركات التعدين لتصبح واحدة من أكبر 10 شركات منتجة للذهب في العالم، وتستثمر في عدة دول بالمنطقة منها مصر.

 

وبلغت استثمارات ساويرس في التنقيب عن الذهب في الصحراء الشرقية من 10 إلى 12 مليون دولار منذ 2023، وفقًا لرئيس قطاع تنمية الأعمال في شركة إن "تو ميتالز" المالكة لـ"أخ جولد ليمتيد"، أحمد خيري، إحدى شركات مجموعة ساويرس.

 

وبموجب عقد حصلت عليه في العام الماضي، تقوم شركة ساويرس بالتنقيب عن الذهب بمساحة 350 كيلو متر مربع بمنطقتي بئر أسل وجبل الميت بالصحراء الشرقية.

 

ومع ارتفاع المعدن الأصفر إلى أرقام قياسية خلال الشهور الأخير يبدو أن شهية ساويرس مفتوحة على ضخ مزيد من الاستثمارات في قطاع الذهب، طمعًا في تحقيق المزيد من المكاسب والأرباح، مع استمرار الصراعات العسكرية التي تشهدها مناطق مختلفة حول العالم.

 

وذكر خيري أن شركته مهتمة بالتعدين في مصر والتوسع فيه خاصة مع الإمكانات الكبيرة المحتملة للبلاد، والتي تتشابه خصائصها الجيولوجية مع دول ثبت امتلاكها لاحتياطيات من الذهب مثل السودان.

 

وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة ضخ استثمارات مماثلة لحين الوصول لاكتشاف تجاري، مشيرًا إلى أن الإطار الزمني يعتمد على النتائج.

 

وفي هذا الإطار، جاء لقاء كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية بحكومة الانقلاب اليوم مع ساويرس؛ وبحث معه موقف الشراكة والاستثمارات الحالية في مجال التنقيب عن الذهب وتسريع وتيرة أعمالها بالصحراء الشرقية.

 

وتحصل حكومة الانقلاب بموجب النظام المعمول به حاليًا على حصة من الأرباح بجانب إتاوة من 3 بالمائة إلى 5 بالمائة من الذهب المُباع منذ اليوم الأول للإنتاج.

 

وقال الخبير الاقتصادي وائل النحاس في تصريحات صحفية سابقة، إنه على الرغم من إعلان عائلة ساويرس التخارج من مصر بسبب أزمة نقص النقد الأجنبي في البلاد، إلا أنها توسعت في الاستثمار بقطاع الذهب، بالحصول على عقد جديد للتنقيب، وذلك من ضمن استثمارات ضخمة يضخها في إفريقيا للتنقيب عن المعادن.

 

يشار إلى أن ثروة نجيب ساويرس ارتفعت هذا العام إلى أكثر من 9.23 مليار دولار.

 

وبحسب مؤشر "بلومبرج للمليارديرات" فقد أضاف ساويرس 2.35 مليار دولار إلى ثروته منذ بداية العام. ويقول محللون إن استثمارات ساويرس في الذهب قد تكون هي العامل الرئيس وراء نمو الثروة.