تصدرت الناشطة السويدية في مجال المناخ، غريتا ثونبرغ، استطلاعات الترشيح للفوز بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، متقدمة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصفها مؤخراً بـ"المشاغبة" بعد مشاركتها في "أسطول الصمود" المتجه إلى غزة.

 

ترامب يفتح النار

في تصريحات مثيرة للجدل من البيت الأبيض، قال ترامب إن ثونبرغ "لم تعد تهتم بالبيئة، بل تحولت إلى ناشطة مشاغبة تعاني من مشاكل في إدارة الغضب، وتحتاج إلى زيارة طبيب".

وجاءت هذه التصريحات عقب احتجاز سلطات الاحتلال الإسرائيلي لثونبرغ وترحيلها إلى اليونان مع أكثر من 170 ناشطاً من 16 دولة أوروبية كانوا على متن الأسطول الذي انطلق منتصف سبتمبر من تونس في محاولة لكسر الحصار عن غزة.

 

السباق إلى نوبل.. بين ناشطة بيئية ورئيس

تقرير نشرته "هيئة البث" العبرية أثار تساؤلات حول "لمن ستمنح جائزة نوبل للسلام 2025؟ لترامب أم لغريتا؟"، في إشارة إلى المفارقة بين شخصية سياسية مثيرة للانقسام وناشطة بيئية شابة تحظى بتعاطف عالمي واسع.

وعلى الرغم من محاولات ترامب تقديم نفسه كـ"صانع سلام" من خلال تدخله في ملفات دولية مثل قضية الأسرى الإسرائيليين في غزة، إلا أن فرصه بالفوز تبدو ضعيفة وفقاً لتوقعات منصات المراهنات، التي تمنح الأفضلية لغريتا.

 

ورقة غزة

يراهن ترامب اليوم على ملف غزة باعتباره مفتاحاً لإقناع لجنة نوبل. فقد لعب دوراً في المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب، غير أن مراقبين يشيرون إلى أن هذه الجهود ما زالت متعثرة، خاصة في ظل فشله في تحقيق اختراق في ملف الحرب الأوكرانية.

ويصر ترامب على أن لجنة نوبل "لن تمنحه الجائزة أبداً لأنها منحازة لليبراليين"، لكنه يسعى لتكريس صورته كوسيط عالمي يمكنه إنهاء النزاعات المعقدة.

 

شهادة غريتا: "تعرضت لسوء معاملة"

في المقابل، كشفت ثونبرغ عن تعرضها لسوء المعاملة خلال احتجازها في السجون الإسرائيلية. وقالت فور وصولها إلى أثينا برفقة بقية النشطاء الذين تم ترحيلهم: "أستطيع أن أتحدث بإسهاب عن الاستغلال وسوء المعاملة الذي تعرضت له".

ثونبرغ، التي تحولت من ناشطة مناخية إلى رمز إنساني يرفع شعار الحرية والعدالة، بدت مصممة على الاستمرار في معاركها، سواء ضد التغير المناخي أو ضد سياسات الحصار والحروب.

 

"أسطول الصمود".. من تونس إلى غزة

الأسطول، الذي ضم أكثر من 40 سفينة بمشاركة 400 ناشط من دول مختلفة، انطلق منتصف سبتمبر من تونس بهدف كسر الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية. لكن البحرية الإسرائيلية اعترضت السفن واحتجزت المشاركين قبل أن تطردهم لاحقاً.