أعلنت شركة Gulftainer الإماراتية، إحدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة في إدارة محطات الحاويات والخدمات اللوجستية، عن خطتها لضخ استثمارات بقيمة مليار دولار في مصر، تركز بالأساس على تشغيل وإدارة موانئ استراتيجية من بينها شرق بورسعيد، الإسكندرية، ودمياط، في خطوة جديدة تؤكد استمرار مسار بيع الأصول المصرية وتوسيع النفوذ الاستثماري الإماراتي داخل الموانئ المصرية.

الإعلان جاء خلال اجتماع رسمي جمع، كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الاقتصادية ووزير الصناعة والنقل – مع فريد بلبواب الرئيس التنفيذي لشركة Gulftainer، بحضور السفير عصام عاشور سفير مصر لدى الإمارات، وعدد من المسؤولين من الجانبين، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر النقل البحري العالمي بدبي (30 سبتمبر – 1 أكتوبر).
 

توسع إماراتي متسارع
استعرضت الشركة الإماراتية خلال الاجتماع خططها لتعزيز حضورها في السوق المصرية، مؤكدة أن موقع مصر الجغرافي الفريد بين البحرين المتوسط والأحمر مرورًا بقناة السويس يجعلها مركزًا محوريًا للتجارة العالمية.
 

موقف حكومة السيسي
رحب كامل الوزير بالخطوة الإماراتية، معتبرًا أن الاستثمارات الجديدة ستدعم قطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية، مشيرًا إلى أن الفرص الاستثمارية لا تقتصر على موانئ دمياط والإسكندرية فحسب، بل تمتد إلى مختلف الموانئ والمناطق اللوجستية في أنحاء البلاد. كما تقرر أن يزور وفد من الشركة مصر خلال الفترة المقبلة لمعاينة الفرص المتاحة تمهيدًا لتوقيع العقود النهائية.
 

أبعاد اقتصادية وسياسية
من جانبه، أكد الدكتور عبد العزيز الشريف – وكيل أول الوزارة ورئيس التمثيل التجاري – أن دخول Gulftainer يعكس "الثقة المتزايدة" في الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن الاستثمارات الإماراتية في مصر بلغت حتى فبراير 2025 نحو 21.8 مليار دولار موزعة على أكثر من 2139 شركة.

لكن في المقابل، يثير هذا التوجه مخاوف لدى بعض المراقبين الذين يرون أن مصر تواصل بيع أصولها الاستراتيجية للشركات الأجنبية، بما في ذلك أهم الموانئ الحيوية التي تمثل شريانًا للتجارة والاقتصاد الوطني. ويعتبر منتقدو الصفقة أن "الاستثمارات" قد تتحول إلى "سيطرة كاملة" على الممرات البحرية والمناطق اللوجستية، وهو ما يضعف من قدرة الدولة على إدارة مواردها الاستراتيجية بشكل مستقل.
 

خريطة السيطرة الإماراتية
بهذا الإعلان، تكتمل صورة النفوذ الإماراتي المتصاعد داخل الموانئ المصرية، حيث سبق وأن حصلت شركات إماراتية على امتيازات في تشغيل محطات متعددة، لتصبح الإمارات اللاعب الأبرز في مجال الموانئ المصرية، بما يشمل مناطق استراتيجية مثل شرق بورسعيد، ميناء السخنة، الإسكندرية، ودمياط.

ويشير خبراء إلى أن دخول Gulftainer يأتي في إطار خطة أشمل تسعى من خلالها الإمارات لتأمين ممرات لوجستية تمتد من الخليج إلى شرق المتوسط مرورًا بمصر، بما يعزز موقعها كقوة محورية في التجارة العالمية.