أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اعتراض البحرية الإسرائيلية لسفن أسطول الصمود العالمي في المياه الدولية، واعتقال عدد من النشطاء والصحفيين الذين كانوا على متنها، ووصفت الحادثة بأنها جريمة قرصنة همجية وإرهاب منظم يستهدف المتضامنين مع الشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة في بيان صحفي إن "العدوان الغادر" ضد الأسطول الذي كان يحمل مساعدات إنسانية عاجلة إلى أهالي غزة المحاصرين، يمثل حلقة جديدة في مسلسل الجرائم الإسرائيلية، مشيرة إلى أن هذا الاعتداء يأتي بينما يعيش القطاع أوضاعا مأساوية جراء حصار خانق مستمر منذ 18 عاما وحرب مدمرة منذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 235 ألف فلسطيني حتى الآن.
وأضافت "حماس" أن عملية الاعتراض تعد "جريمة مكتملة الأركان في القانون الدولي"، ودعت أحرار العالم إلى تنظيم احتجاجات وفعاليات تضامنية للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية، والمطالبة بوقفها الفوري، مؤكدة أن صمود النشطاء الدوليين وإصرارهم على مواجهة الحصار يعد رسالة إنسانية وأخلاقية بالغة الأهمية.
وطالبت الحركة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية بـ"تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية"، عبر إدانة القرصنة الإسرائيلية واتخاذ خطوات عملية عاجلة لحماية المتضامنين وسفنهم، والعمل على كسر الحصار المفروض على غزة، وفتح ممرات إنسانية آمنة لنقل المساعدات والإغاثة، إضافة إلى ملاحقة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية على ما وصفته بـ"جرائم الإبادة والتجويع".
من جانبه، أعلن "أسطول الصمود العالمي" في بيان منفصل أن قوات الاحتلال اعترضت بعض السفن المشاركة في الرحلة الإنسانية، وأمرت بتغيير مسارها نحو ميناء أسدود، قبل أن تعتقل عددا من المتضامنين. وأكد القائمون على الأسطول أن هذه الممارسات تأتي في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة لإفشال أي تحركات دولية تهدف إلى فتح ممر إنساني أو تخفيف الحصار المفروض على القطاع.
ويُذكر أن أسطول الصمود يضم نشطاء دوليين وصحفيين من عدة دول، جاؤوا في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار البحري وإيصال مساعدات طبية وغذائية عاجلة إلى غزة. غير أن اعتراض الاحتلال يعكس – بحسب المراقبين – مخاوف إسرائيلية من تنامي التضامن الدولي مع الفلسطينيين وتزايد الضغوط لوقف الحرب المستمرة على القطاع.