شهدت الساحة السياسية مؤخرًا تصريحات صادمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف فيها بوضوح تام رفضه إقامة دولة فلسطينية، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي سيبقى يسيطر على الجزء الأكبر من قطاع غزة. هذه التصريحات تكشف الخطوط الحمراء التي وضعها الاحتلال في صفقة ترامب المثيرة للجدل، والتي تحولت إلى فخ جديد يخدم استمرار الاحتلال وتصفيه القضية الفلسطينية.
تفاصيل خطاب نتنياهو وتصريحاته
في خطاب متلفز وصريح، أكد نتنياهو أنه لم يوافق أبداً على إقامة دولة فلسطينية، مبينًا أن مثل هذا الحل يُعد "انتحارًا" لإسرائيل. وأضاف أن السيادة الأمنية الإسرائيلية ستتمدد على غزة بالكامل، وأن الجيش سيحتفظ بالوجود في معظم أراضي القطاع، مع فرض إجراءات أمنية مشددة وقيود على حركة السكان. وصف نتنياهو خطة ترامب بأنها مجرد غطاء مؤقت، وأن إسرائيل لن تفرط في السيطرة على أرض فلسطين أو تقبل بأي شروط تمس سيادتها الأمنية. وتأتي هذه التصريحات لتطيح بأي أمل في قيام دولة فلسطينية أو تحقيق حل سياسي عادل، مما يضاعف من مأساة الفلسطينيين في غزة ويفضح النوايا الحقيقية وراء الصفقة.
في ذات الوقت، يتعرض الفلسطينيون للخيانة المدوية من قبل حكام عرب اختاروا تبرير صفقة ترامب واستغلالها لتحقيق مصالحهم الخاصة، متجاهلين في ذلك مشاعر وآمال شعوبهم التي ترفض باستماتة مثل هذه التنازلات. هذا الخنوع الرسمي يشكل أعلى درجات الخيانة الوطنية، إذ يبيع حكام العرب حقوق غزة ويشرعنون لزيادة الاحتلال والسيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية.
آراء فصائل المقاومة وشخصيات فلسطينية وعربية
يقول القيادي في حركة حماس، محمد الحطاب، إن "صفقة ترامب هي محاولة واضحة لتصفية القضية الفلسطينية، وخيانة من الحكام العرب الذين باعوا غزة مقابل مكاسب سياسية مؤقتة"، مطالبًا الأمة العربية بالوقوف صفًا واحدًا خلف المقاومة ورفض هذه الصفقة وكل المحاولات التي تستهدف تفتيت النضال الفلسطيني.
وفي تصريحات منسوبة لممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، سعيد الزعنون، فإن الصفقة "لا تخدم إلا الاحتلال وتنسف كل فرص الحل السياسي، وتدفع لتوطين القضية الفلسطينية في مقرات ومكاتب سياسية بعيدة عن أرض الوطن وشعبه".
أما المحلل السياسي العربي، الدكتور يوسف القيسي، فيشير إلى أن "الخيانة العربية لهذه القضية تفقد القضية التي يُفترض أنها من أولويات كل العرب والأمة الإسلامية شرعيتها أمام الشعوب، وأن الوضع الحالي يدعو لإعادة تقييم كامل للأنظمة الحاكمة ووسائل دعم المقاومة التحررية".
ويؤكد خبراء أن استمرار الدعم العربي الرسمي لهذه الصفقة يُعزز من سيطرة الاحتلال ويُضعف المقاومة، ويشرعن لاحتلال طويل الأمد، ما يستدعي تحركًا شعبيًا وسياسيًا جادًا لمناهضة هذه الصفقة على كافة المستويات.
يتعاظم الغضب الشعبي داخل فلسطين والعالم العربي من هذا التخاذل الرسمي، حيث تعتبر الصفقة بمثابة تواطؤ واضح مع الاحتلال، يؤدي إلى مزيد من الانقسام والضعف الجماعي في مواجهة الظلم. في حين يقف نتنياهو بكل وضوح كاشفًا عن حقيقة الخطة، يكشف خيانات ومساومات الحكام العرب التي تدفع القضية إلى أزمتها الأخطر.
في الختام، تتطلب هذه المرحلة استنهاض موقف عربي وشعبي موحد رافض للصفقة والمخططات الأمريكية-الإسرائيلية التي تسعى إلى تصفية القضية. موقف يعزز الدعم للمقاومة الفلسطينية ويحافظ على الحقوق والمقدسات، ويرفض الذل والخيانة