كشفت مصادر مصرية مطلعة على ملف الاتصالات بشأن الحرب على قطاع غزة، أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى قام بزيارة سرية إلى القاهرة مساء الاثنين، استغرقت نحو أربع ساعات، لبحث عدد من الملفات الشائكة المرتبطة بالترتيبات الأمنية في المناطق الحدودية بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة.

وبحسب المصادر، فإن الوفد الإسرائيلي ضم مسؤولين بارزين من المؤسستين العسكرية والاستخبارية، حيث التقى بنظرائهم المصريين المكلفين بملفات الوضع في غزة والأوضاع الأمنية على الحدود. وأوضحت أن الزيارة جاءت بترتيب إسرائيلي مباشر وبتنسيق أميركي، في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في المنطقة الحدودية، خصوصاً على محور فيلادلفيا الذي يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني منذ اندلاع الحرب الأخيرة.
 

تنسيق أميركي وضغوط سياسية
تأتي هذه الزيارة بعد ساعات قليلة من تخفيف القاهرة خطابها السياسي والإعلامي تجاه تل أبيب، بناءً على طلب مباشر من واشنطن، التي تسعى – وفق المصادر – إلى ضمان استمرار قنوات التنسيق الأمني بين الجانبين المصري والإسرائيلي، ومنع أي تصعيد قد يفاقم الوضع المتدهور في قطاع غزة.

وقالت المصادر إن من بين أبرز القضايا التي جرى بحثها خلال اللقاء "ملف المنطقة الحدودية"، لا سيما في ظل اعتراضات مصرية متكررة على إجراءات إسرائيلية وُصفت بأنها تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري. وأشارت المصادر إلى أن القاهرة أبدت امتعاضها من قيام الجيش الإسرائيلي بنصب أبراج اتصالات مزودة بكاميرات مراقبة بارتفاعات كبيرة على طول محور فيلادلفيا، بعد سيطرته على المثلث الحدودي الملاصق للأراضي المصرية.
 

ملف "كامب ديفيد" يعود إلى الواجهة
وفيما يتصل بالتسريبات الإعلامية حول وجود خلافات تتعلق باتفاقية كامب ديفيد الموقعة عام 1979، أكدت المصادر أن "كل الملفات كانت مطروحة على الطاولة"، بما في ذلك الاتهامات الإسرائيلية لمصر بمخالفة بنود الاتفاقية عبر نشر أسلحة ثقيلة في المنطقة (ج) التي يُفترض أن تكون منزوعة السلاح أو مقيدة التسلح.

وكان موقع "أكسيوس" الأميركي قد نقل قبل أيام عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو طلب من واشنطن ممارسة ضغوط على مصر لتقليص الحشد العسكري الأخير في سيناء، متهماً القاهرة بإنشاء بنية تحتية عسكرية تشمل مدارج موسعة للطائرات الحربية ومنشآت تحت الأرض قد تُستخدم لتخزين الصواريخ، وهو ما تعتبره تل أبيب انتهاكاً مباشراً للاتفاقية.

كما أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن نتنياهو توجّه شخصياً إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بطلب رسمي لممارسة ضغط على مصر من أجل وقف ما وصفه بـ"التعاظم العسكري" في سيناء، بعد فشل المحادثات المباشرة بين الجانبين في إحراز أي تقدم.

من جانبها، ترى القاهرة أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة على الحدود – وخصوصاً نشر أبراج المراقبة والتوغلات العسكرية – تمثل إخلالاً بالتوازن الأمني الذي تحرص مصر على تثبيته في تلك المنطقة الحساسة، معتبرة أن أي تغيير في قواعد الاشتباك أو المعادلة الأمنية قد يؤدي إلى انعكاسات سلبية على الاستقرار في شبه جزيرة سيناء، التي شهدت خلال السنوات الماضية عمليات واسعة ضد الجماعات المسلحة.