شهد طريق الإسماعيلية–السويس، وتحديدًا بالقرب من منطقة جنيفة على محور 30 يونيو، حادثًا مأساويًا جديدًا يعيد إلى الواجهة جدلًا متجددًا حول معايير السلامة على الطرق السريعة. 

فقد أسفر انقلاب ميكروباص عن مصرع فتاة شابة تبلغ من العمر 20 عامًا، وإصابة 19 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة، تراوحت بين الكدمات والكسور والكسور المضاعفة، حيث جرى الدفع بعدة سيارات إسعاف لنقل المصابين إلى مستشفى فايد التخصصي لتلقي العلاج اللازم. وأكدت مصادر طبية بالمستشفى أن المصابين يخضعون للفحوصات والإسعافات الأولية، فيما يخضع بعضهم لعمليات جراحية عاجلة نظرًا لخطورة إصاباتهم.

الفتاة المتوفاة تُدعى شروق السيد (20 عامًا)، بينما شملت قائمة المصابين: عزة سالم (27 عامًا)، ليلى سمير (27 عامًا)، آية حسن (17 عامًا)، إيمان خير (49 عامًا)، منة نجيب (18 عامًا)، إسراء السيد (21 عامًا)، منار منصور (22 عامًا)، محمد إبراهيم (39 عامًا)، نورهان خالد (20 عامًا)، آيات محمد (20 عامًا)، ملك سالم (17 عامًا)، منى فراج (26 عامًا)، نورهان سالم (18 عامًا)، آلاء علي (19 عامًا)، شيماء بشاري (19 عامًا)، إنجي محمد (22 عامًا)، منة شاكر (21 عامًا)، ومي ناصر (26 عامًا).

الحادث لم يكن مجرد مأساة إنسانية عابرة، بل أعاد إلى الواجهة أسئلة صعبة حول فعالية المشروعات القومية في مجال الطرق والكباري، والتي تروّج لها الحكومة باعتبارها "قفزة حضارية" و"طفرة في البنية التحتية". ففي مقابل الصورة الرسمية المبهرة التي تُعرض عبر وسائل الإعلام، تبرز على أرض الواقع كوارث متكررة تكشف عن فجوة واضحة بين "الإنجاز الورقي" و"حقيقة الأمان".

خبير في السلامة المرورية، فضّل عدم الكشف عن هويته، علّق على الحادث قائلًا:
"لدينا شبكة طرق تكلفت مليارات الجنيهات، لكنها في كثير من الأحيان تُنفذ بمعايير هندسية ضعيفة، ووسط غياب للرقابة والمحاسبة، ما يجعلها في الواقع مصائد موت مفتوحة أكثر من كونها طرقًا آمنة."

وأضاف الخبير: "غياب إلزام شركات المقاولات بالمواصفات القياسية، وعدم وجود محاسبة دقيقة على الأخطاء الفنية، يحوّل هذه المشروعات إلى واجهات براقة لكنها خطرة، حيث يصبح السائقون والركاب في مواجهة الموت بمجرد وقوع حادث بسيط".

الحادثة الأخيرة ليست الأولى من نوعها على محور 30 يونيو، إذ سُجلت عدة حوادث مشابهة منذ افتتاحه، وهو ما أثار انتقادات متزايدة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر مواطنون عن غضبهم مما وصفوه بـ"نزيف الأسفلت"، مطالبين بتحقيق جاد يحدد المسؤوليات بدلاً من الاكتفاء ببيانات الإنشاءات والوعود الرسمية.