كشفت وسائل إعلام أردنية، أمس الخميس، تفاصيل حادثة غير مألوفة على الحدود الأردنية – الفلسطينية المحتلة، حين أوقف الجيش الأردني ثمانية جنود صهاينة اجتازوا الحدود يوم 27 أغسطس الماضي، قبل أن يُفرج عنهم لاحقاً ويُسلَّموا لقيادتهم العسكرية.
وبحسب مجموعة "الراية" الإعلامية، فإن قوات حرس الحدود الأردنية تعاملت فوراً مع الجنود الصهاينة الذين دخلوا إلى الأراضي الأردنية، وأوقفتهم جميعاً للتحقيق.
وأوضحت المصادر أن التحقيقات الأمنية انتهت إلى أن دخولهم جاء "عن طريق الخطأ"، ليتم بعدها إطلاق سراحهم وتسليمهم للجانب الصهيوني، التزاماً باتفاقية الحدود الموقعة بين عمّان والكيان الصهيوني.
صحيفة "هآرتس" العبرية بدورها أكدت وقوع الحادثة، مشيرةً إلى أن الجنود عبروا الحدود عند منطقة وادي عربة جنوب الأردن "من دون إذن أو علم قادتهم"، ليجدوا أنفسهم في قبضة الجيش الأردني على بُعد مئات الأمتار فقط من خط الحدود.
هذه الحادثة التي جرى التكتم عليها أياماً، أثارت الكثير من التساؤلات حول الانضباط والجاهزية داخل صفوف جيش الاحتلال، إذ يرى محللون أن مجرد اجتياز ثمانية جنود للحدود، وفشلهم في التعامل مع الموقف، يعكس حالة ارتباك وضعف في السيطرة.
ويؤكد خبراء عسكريون أن صورة الجندي الصهيوني التي لطالما روجت لها الدعاية الصهيونية كـ"رمز للقوة والردع" باتت تتصدع يوماً بعد يوم، ليس فقط في غزة، بل حتى في حدود دولة حليفة مثل الأردن.
ويذهب بعض المراقبين أبعد من ذلك، معتبرين أن الفارق صار واضحاً بين حادثة وادي عربة وما يجري في قطاع غزة، حيث تصمد كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال الصهيوني منذ شهور طويلة، وتكبده خسائر فادحة، بينما يظهر الجيش الأردني للإفراج عن جنود الاحتلال خلال ساعات رغم أنهم اجتازوا الحدود.