أثار غياب صور وزير النقل المصري، الفريق كامل الوزير، عن التغطيات الرسمية لاحتفال الصين الأخير، رغم تكليف عبد الفتاح السيسي له بتمثيل مصر، جدلًا واسعًا بين النشطاء والمراقبين.
فمنذ الإعلان عن مشاركة الوزير، كان من المتوقع أن يظهر في الصفوف الأمامية إلى جانب كبار المسؤولين الدوليين، ليجسد حضور القاهرة في واحدة من أهم الفعاليات العالمية.
لكن المفاجأة أن الصور الرسمية التي وزعتها وكالات الأنباء الصينية والدولية خلت تمامًا من أي إشارة إليه، وكأنه لم يحضر أصلًا. هذا الغياب اعتُبر فضيحة دبلوماسية جديدة تؤكد تراجع مكانة مصر على الساحة الدولية.
تكليف من السيسي… ونتيجة باهتة
تكليف السيسي لكامل الوزير لم يكن صدفة، بل جاء في إطار محاولة تقديمه كوجه سياسي، بعد أن حُصر حضوره لسنوات في الملفات الفنية للنقل والطرق.
لكن المفارقة أن هذه المحاولة اصطدمت بحقيقة مرة: الوزير لم يجد مكانًا في المشهد الدولي، ولم ينجح في لفت الأنظار، لتتحول مشاركته إلى مجرد حضور شكلي بلا أثر.
النشطاء اعتبروا ذلك "إهانة مزدوجة": إهانة لشخص الوزير الذي لم يُسمح له بالظهور، وإهانة لمصر التي تم تهميش ممثلها الرسمي في لحظة كان يفترض أن تكون استعراضية.
تساؤلات النشطاء: لماذا غاب الوزير عن الصور؟
على مواقع التواصل الاجتماعي، تزايدت التساؤلات: لماذا لم يظهر كامل الوزير في الصور الرسمية رغم حضور وفود أقل أهمية بكثير؟
هل تم تهميشه عمدًا من الجانب الصيني الذي لم يعد يرى في مصر لاعبًا إقليميًا ذا قيمة؟
أم أن القاهرة نفسها لم تحرص على أن يُبرز ممثلها بالشكل اللائق، مكتفية ببيان بروتوكولي صامت؟
البعض ذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن الغياب يعكس "عزلة سياسية" مفروضة على النظام المصري، الذي فقد القدرة على فرض حضوره حتى عبر رموزه العسكرية.
فنشرت الناشطة رانيا الخطيب صورًا لزعماء ووزراء وشخصيات عامة لم يظهر فيها كامل الوزير، متسائلة: "فين كامل الوزير!! مينفعش كدة؟؟"
فين كامل الوزير !! مينفعش كدة ؟؟ https://t.co/pWG37FzesK
— Rania Elkhateeb (@ElkhateebRania) September 3, 2025
وسخرت الناشطة نسرين نعيم: "يا جماعة فين زعيم العرب وأفريقيا والسنبلاوين وكفر صقر!؟"
ياجماعة فين زعيم العرب وافريقيا والسنبلاوين وكفر صقر !؟ pic.twitter.com/SiGG21NYMj
— نسرين نعيم (@nesrinnaem144) September 4, 2025
وتهكم د. مصطفى جاويش: "أرسل #كامل_الوزير بدلًا منه، وبالطبع فإنه لا يجرؤ على مناطحة الزعماء."
ارسل #كامل_الوزير بدلا منه وبالطبع فإنه لايجرؤ على مناطحة الزعماء pic.twitter.com/D9EeGmUXPI
— دكتور مصطفى جاويش (@drmgaweesh) September 4, 2025
وسخر محمد شعبان: "طول ما أنتم بتكرهوه ومش عاجبكم، كل ما يعلى ويترقى. مع أن الحل سهل خالص: احبوه، تغاضوا عن الحوادث، وامدحوه واشكروا في الكباري وإزاي سهلت حياتكم الثقيلة. طالبوا به رئيسًا للجمهورية، وأوعدكم بمفاجأة مثل أن تسمعوا خبر وفاة كامل الوزير في حادث سير أو سكتة قلبية مفاجئة."
طول ما انتم بتكرهوه ومش عجبكم ، كل ما يعلى ويترقى،
— M.Shaaban (@shaaban77) September 3, 2025
مع أن الحل سهل خالص
احبوه
تغاضوا عن الحوادث
وامدحوه واشكروا في الكباري
وإزاي سهلت حياتكم
الثقيلة بقى، طالبوا به رئيسا للجمهورية
واوعدكم، بمفاجأة
مثل أن تسمعوا خبر وفاة كامل الوزير فى حادث سير
أو سكتة قلبية مفاجئة https://t.co/EvrkgXXUbh pic.twitter.com/fsBpEZkHtV
وقال منير الخطير: "قادة العالم كله في الصين وعصر جديد بيتم افتتاحه من السيد وكل زعماء العالم هناك، في النهاية تبعت كامل الوزير مكانك؟ طب ليه؟"
قادة العالم كله في الصين وعصر جديد بيتم افتتاحه من السيد وكل زعماء العالم هناك في النهاية تبعت كامل الوزير مكانك ، طب ليه ؟
— منير الخطير (@farag_nassar_) September 3, 2025
الناشطة عائشة السيد قالت: "أنا بتكلم في كل اللي فات عن دول نووية عملاقة متقدمة زي الصين وكوريا وروسيا، وموجود رؤساؤهم. وهنا السؤال: واحد بحجم كامل الوزير رايح يعمل إيه هناك؟ طيب اختاروا على الأقل واحد ناجح، دا لو في يعني في الحكومة دي. إنما دا لسه متورط في حادث قطار، ولحد دلوقتي فيه مطالبات بإقالته."
انا بتكلم في كل اللي فات عن دول نووية عملاقة متقدمة زي الصين وكوريا وروسيا وموجود رؤساءهم
— عائشة السيد - Aisha AlSayed (@aishaalsayed9) September 3, 2025
وهنا السؤال
واحد بحجم كامل الوزير رايح يعمل ايه هناك؟
طيب اختاروا على الاقل واحد ناجح دا لو في يعني في الحكومة دي، انما دا لسة متورط في حادث قطار، ولدلوقتي مطالبات باقالته pic.twitter.com/P317HooGfp
الحاضر الغائب… ومكانة مصر الضائعة
كامل الوزير وُصف بـ "الحاضر الغائب". حضر الحفل فعليًا، لكن غيابه عن الإعلام الرسمي الدولي جعله بلا قيمة سياسية.
هذا المشهد يعكس تراجع مكانة مصر الدولية، التي كانت في عقود سابقة تتمتع بوزن خاص يجعل ممثليها في مقدمة الصفوف.
اليوم، مصر تُرسل وزيرًا رفيع المستوى ولا يجد لنفسه موطئ قدم في التغطيات الرسمية، بينما تحظى وفود أصغر من دول أفريقية أو آسيوية باهتمام إعلامي ودبلوماسي أكبر.
انعكاسات على صورة النظام
هذه الحادثة ليست معزولة، بل تكشف نمطًا متكررًا: النظام المصري يحاول الظهور دوليًا عبر إرسال وفود وشخصيات، لكن النتيجة غالبًا ما تكون هامشية، لأن المجتمع الدولي لم يعد يتعامل مع القاهرة باعتبارها لاعبًا مؤثرًا.
السيسي، الذي اعتاد تسويق نفسه كحليف ضروري للغرب وللقوى الكبرى، يجد نفسه اليوم في موقف العاجز عن فرض مجرد صورة لوزيره في حدث عالمي.
وهو ما يترجم حجم الانحدار الذي وصلت إليه الدبلوماسية المصرية.
خلاصة
غياب كامل الوزير عن الصور الرسمية في احتفال الصين ليس مجرد تفصيلة بروتوكولية، بل رسالة واضحة: مصر لم تعد تحتل الموقع الذي كانت تظنه لنفسها.
الحاضر الغائب لم يكن الوزير وحده، بل كانت مصر كلها.
وإذا كان السيسي يظن أن مجرد تكليف وزير عسكري سيعيد لمصر حضورها، فقد أثبتت التجربة العكس تمامًا: لا صور، لا حضور، لا تأثير.
مكانة مصر تتآكل، وما جرى في بكين لم يكن سوى مرآة لواقع سياسي ودبلوماسي باتت فيه القاهرة على الهامش.