شهدت الساحة المصرية والدولية جدلاً واسعاً بعد تسريب جديد نُسب إلى وزير الخارجية بدر عبد العاطي، تضمن تصريحات مثيرة للجدل حول محاولات مصر كسب أصوات دولية عبر تقديم "هدايا خاصة"، إلى جانب انتقادات حادة لأداء السفارات المصرية في الخارج، واعتراف ضمني بفشل بعض الترشيحات الدولية السابقة.
الهدايا والكنوز في معركة اليونسكو
في المقطع الفيديو المتداول، ظهر وزير الخارجية وهو يقترح تقديم هدايا لدول أجنبية لدعم مرشح مصر في سباق منصب مدير عام منظمة اليونسكو، من بينها "سجاد فاخر" و"قطع أثرية فرعونية"، على حد ما ورد في التسريب.
الوزير أقرّ كذلك بأن تجربة ترشيح حنان مرسي لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي كانت "فاشلة"، بعد أن صوّتت بعض الدول لصالح مرشح آخر، رغم التفاهمات المسبقة مع القاهرة. هذا الاعتراف فسّره مراقبون بأنه إشارة إلى أزمة فقدان الثقة في قدرة الدبلوماسية المصرية على حشد الدعم الكافي في المؤسسات الدولية.
تسريب آخر: أزمة "قفل السفارة" في لاهاي
لم يتوقف الجدل عند ملف الترشيحات، فقد سبق أن انتشر تسريب آخر للوزير عبد العاطي منتصف أغسطس الماضي، وهو يتحدث مع السفير المصري في هولندا عماد حنا حول أزمة تعرض السفارة المصرية في لاهاي لمحاولة إغلاق رمزية من قبل أحد الشباب احتجاجاً على استمرار إغلاق معبر رفح.
ظهر الوزير في الفيديو متوتراً، وهو يوبخ السفير بشدة، قائلاً إن الحادثة كشفت ثغرات في الحماية، وحذر من تكرار الأمر في سفارات أخرى.
وقال عبد العاطي بلهجة حازمة: "من يحاول وضع قفل على باب السفارة أو دهان عليها، يتم الإمساك به وتكتيفه ووضعه داخل السفارة، وتطلع عين أبوه..."، هذه العبارة أثارت ردود فعل قوية على مواقع التواصل، حيث اعتبرها ناشطون دليلاً على نهج متشدد في التعامل مع الاحتجاجات.
المعاملة بالمثل.. ورقة ضغط دبلوماسية
أشار عبد العاطي في التسريب نفسه إلى أن مصر لجأت إلى تطبيق مبدأ "المعاملة بالمثل"، من خلال تخفيف إجراءات تأمين السفارات الأجنبية في القاهرة، رداً على ما وصفه بتقاعس بعض الدول في حماية السفارات المصرية لديها، وقال: "سنعاملهم بالمثل، وإذا تقاعسوا عن حماية سفاراتنا، سنرفع الحراسة عن سفاراتهم في القاهرة"، وبالفعل، كانت الخارجية المصرية قد أعلنت سابقاً عن اتخاذ خطوات لتقليص مستوى التأمين حول بعض السفارات الأجنبية.
الاحتجاجات مستمرة.. ورفح في قلب الأزمة
الاحتجاجات على أبواب السفارات المصرية بالخارج ارتبطت بشكل مباشر بأزمة معبر رفح، الذي ظل مغلقاً لأشهر طويلة، مما أثار غضب الجاليات العربية والمتضامنين مع غزة.
ففي هولندا، وضع نشطاء أقفالاً رمزية على أبواب السفارة المصرية، في مشهد اعتبره كثيرون رسالة قوية ضد سياسة القاهرة تجاه القطاع، كما شهدت عدة عواصم أوروبية وقفات مشابهة أمام البعثات المصرية.
التسريب الأول:
https://www.facebook.com/reel/760299929960253/?rdid=S9ZigyeOlRP7PSnh
التسريب الثاني:
https://www.facebook.com/watch/?v=1219901290015871&rdid=3ZwoC314EQEZZu7U