وجّه نجم الكرة المصرية السابق والمحلل الرياضي بقنوات "بي إن سبورت"، محمد أبو تريكة، انتقادًا لاذعًا للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بسبب استمرار مشاركة الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم وفرقِه في المسابقات الدولية، رغم ما وصفه بجرائم الاحتلال بحق المدنيين في غزة منذ أكثر من عامين، في موقف جديد يعكس التزامه الثابت بالقضايا الإنسانية ودعمه الدائم للشعب الفلسطيني.
وخلال ظهوره على الهواء مباشرة عبر الاستديو العربي لقنوات "بي إن سبورت"، توجّه أبو تريكة بخطاب مباشر إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، قائلاً:
"اتخذتم قرارًا بإيقاف روسيا، فمتى سيتم إيقاف الكيان الصهيوني؟ سنتان من الحرب على غزة، متى سيتم إيقاف الفرق الرياضية؟ متى سيتم إيقاف الرياضيين الإسرائيليين؟"
وطالب أبو تريكة الفيفا باتخاذ إجراءات عاجلة مماثلة لتلك التي اتُخذت ضد روسيا في أعقاب حربها على أوكرانيا، مشددًا على ضرورة تجميد نشاط الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، ومنع جميع أنديته ومنتخباته من خوض أي منافسات دولية.
كما وجّه رسالة قوية لإنفانتينو بقوله: "لو كنت رجلاً، اسحب تنظيم كأس العالم من أمريكا، لأنها شريكة في العدوان عبر دعمها بالسلاح."
وانتقد أبو تريكة ما اعتبره ازدواجية في تطبيق لوائح الفيفا، لافتًا إلى أن كل الأدلة والوقائع واضحة، وأن الأمر لا يحتاج إلى مبررات أو تأجيل.
وأكد أن هناك حالات يكون فيها من المستحيل فصل السياسة عن الرياضة، خاصة حين يتعلق الأمر بجرائم إنسانية موثقة ومستمرة.
وفي سياق حديثه، أشار النجم المعتزل إلى أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 "حق مشروع" في مواجهة احتلال غاشم يستولي على الأرض ويقمع الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ليست سياسية فقط، بل إنسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى.
ويحظى محمد أبو تريكة، الذي يعتبره كثيرون أيقونة كروية وإنسانية في العالم العربي، بمحبة واسعة بين جماهير غزة، إذ لم يتوقف على مر السنوات عن إعلان تضامنه مع سكان القطاع عبر تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي أو مداخلات تلفزيونية، فضلًا عن مواقفه المعلنة في المحافل الرياضية.
ويأتي موقف أبو تريكة الأخير في وقت تتزايد فيه الدعوات من منظمات حقوقية وشخصيات رياضية حول العالم لتعليق مشاركة إسرائيل في البطولات الدولية، على خلفية ما يوصف بأنه "انتهاكات جسيمة للقوانين الدولية" في غزة، وسط صمت من الفيفا الذي لم يُبدِ حتى الآن أي نية لاتخاذ قرارات مشابهة لتلك التي فرضها على دول أخرى في أزمات سابقة.