اندلع حريق ضخم في ميدان المؤسسة بمنطقة شبرا بالقاهرة، ترافق مع توقف جزئي لخدمة مترو الأنفاق، ما أثار الذعر بين المواطنين في مدينة شبرا  بمحافظة القليوبية، ولا سيما في النقل العام.

يأتي ذلك في ظل سلسلة حرائق متكررة حدثت في مصر على مدى الأسابيع الماضية، مما يضع علامات استفهام حول طبيعة الاستجابة والحماية المدنية وسبل الوقاية في البلاد.

وقائع الحريق الحالي في شبرا بحسب ما أفادت به الصحف المحلية، اندلع حريق هائل في حي شبرا الشعبي، وتحديدًا في عدد من محلات الملابس، ما أدى إلى تحطم أكثر من 50 محلًا تجاريًا.

وانتشرت النيران بسرعة، وظنت فرق الإطفاء أن السيطرة ستكون صعبة نظرًا لكثافة البناء والتراص غير المنظم للمحلات.

وبحسب أرقام أولية، سُجِّل عدد من الإصابات — أغلبها نتيجة للدخان واستنشاقه.

إضافة إلى ذلك، توقفت خدمة مترو الأنفاق بشكل جزئي أثناء الحريق، خصوصًا في المحطات المجاورة لشبرا، فيما لم تُعلن هيئة المترو عن أي إصابات أو خسائر بشرية لكن الشكوك حول التداعيات الفنية لا تزال قائمة.

 

حرائق مصر المتلاحقة: سجل متوتر

 

- حريق مركز رمسيس للاتصالات (7 يوليو 2025)

اندلع حريق ضخم في مبنى "مركز رمسيس المركزي" للاتصالات بصلاح سالم، وهو مركز حيوي للبنية التحتية للاتصال والإنترنت.

الحريق استمر لما يقارب 13 ساعة، وأدى إلى وفاة 4 عمال وإصابة 27 آخرين.

كما تسبب في انقطاع واسع للإنترنت والاتصال، وتعطّل البورصة الوطنية عن العمل طوال يوم الحادث.

- حريق ضخم في شمال الساحل (مرحبة وما شابه) اندلع حريق داخل مسرح حفلات في النِطق "هاسيندا" بالشمال المصري، وسرعان ما التهم المنصة في دقائق قليلة، بالموازاة مع حرائق في مصانع بمنطقة بدر، ومطاعم أخرى.

رغم عدم تسجيل وفيات، فإن منظومة الأمان هناك أثبتت هشاشتها.

- حرائق صناعية ومصانع في عام 2021

شهدت مدينة العبور حريقًا في مصنع ملابس، نجم عنه 20 وفاة و24 إصابة.

وتعزى هذه الحوادث بشكل أساسي إلى سوء التخزين وعدم الالتزام بمعايير السلامة الصناعية.

 

الأثر على المجتمع والاقتصاد

  • تجّار شبرا فقدوا مصدر رزقهم، وتكدّست الخسائر المالية في سوق الملابس الشعبي.
  • تعطّلت الخدمات الحيوية مثل المترو والاتصالات والإنترنت، مما أثر على التنقل والعمل والبورصة.
  • استنفاد قدرة الطوارئ على الرد الاستراتيجي؛ ما يطرح تساؤلات حول جاهزية الدولة للاستجابة الشاملة.

 

ماذا يجب أن يحدث؟

  • توصيات عاجلة إحصاء شامل لجميع المباني العشوائية والأسواق في المناطق المدنية وتقييم مخاطرها.
  • تعزيز مراكز الدفاع المدني وتدريبها حسب معايير حديثة، مع تمويل عاجل وتوسع في الأجهزة والمعدات المناسبة.
  • تفعيل معايير الوقاية الصناعية وإلزام المصانع الكبيرة بتثبيت أنظمة إطفاء أوتوماتيكية.
  • إعادة تقييم آلية الرقابة على محطات المترو، وربطها مباشرة بمنظومة الطوارئ المحلية.
  • إنشاء غرف تحكم موحدة للمناطق الحضرية بحيث يكون التنسيق آنيًا بين الشرطة، الإطفاء، المترو، والاتصالات.

 

وأخيرا فإنه من حريق شبرا الجديد إلى بحر حرائق العبور والاتصالات، يبدو أن مصر تشهد نوبة خطر يحاكيها واقع هش على الأرض.

كارثة واحدة تبرر تحقيقًا وطنيًا في التركيبة العمرانية والأمنية.

المواطن في النهاية يسأل: هل سنجتاز المشكلة فقط بمثلثات الطوارئ، أم سنعالج الجذر ونحمي الأرواح والممتلكات؟