أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الذراع الإعلامي الأبرز لجهاز المخابرات العامة، عدم تجديد التعاقد مع الإعلامية لميس الحديدي، بعد خمس سنوات من تقديمها برنامج "كلمة أخيرة" على شاشة قناة ON.
ورغم صدور بيان مقتضب من الشركة وصف القرار بأنه تم "بالتوافق بين الطرفين"، إلا أن خلفياته تثير تساؤلات عديدة، خاصة في ظل توقيته وحيثياته المرتبطة بحلقة مثيرة للجدل تناولت فيها الحديدي حادث الطريق الإقليمي الذي راح ضحيته 18 فتاة من قرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية، إلى جانب سائق الميكروباص.
ورغم أن البيان الرسمي اكتفى بتمنيات معتادة بـ"دوام التوفيق"، فإن عدم توجيه الإعلامية الشكر للشركة في منشورها على فيسبوك زاد من حالة الغموض. حيث كتبت: "أنهي سنوات العمل مع المتحدة فخورة بما قدمت من عمل مهني... أشكر فريق العمل العظيم... وأشكر جمهوري العظيم".
هذا التجاهل المتعمد للشركة المالكة للقناة، فتح الباب أمام ترجيحات من داخل فريق إعداد البرنامج تشير إلى وجود أزمة غير معلنة، خاصة بعد هجوم الإعلامية في حلقتها بتاريخ 28 يونيو الماضي على المسؤولين الحكوميين عقب الحادث المأساوي.
سهام النقد من لميس الحديدي... فهل تجاوزت الخط الأحمر؟
في الحلقة المذكورة، وجهت لميس الحديدي تساؤلات حادة حول غياب المحاسبة في الحوادث المتكررة، قائلة: "هو لازم يموتوا 18؟ هو لازم تحصل كارثة كبيرة! نحاسب مين؟ المحاسبة جزء أساسي من شعور الناس بالعدل".
وأكدت أن تحميل المسؤولية لسائق فقط لا يكفي، مضيفة: "حتى لو السائق متعاطي، ماذا عن باقي الحوادث؟ تكرار الخطأ يعني أن هناك مصيبة، لازم حد يتحاسب في العلن".
هذه اللهجة، التي تُعد استثناءً في المشهد الإعلامي الموالي في غالبه للسلطة، فُسرت من بعض العاملين داخل "المتحدة" بأنها خروج عن النص، وربما السبب الأهم وراء إبعادها، رغم مكاسبها الإعلانية الضخمة التي كان يحققها البرنامج.
"ضحية الطريق الإقليمي" أم إعادة ترتيب الأوراق؟
أحد أعضاء فريق إعداد البرنامج صرّح أن العاملين لم يتلقوا حتى الآن أي إشعار بانتقال الحديدي إلى شاشة أخرى أو وجود خطط بديلة.
وقال آخر إن الأزمة كانت تتصاعد منذ أسبوعين، لكن التوقعات كانت تشير إلى تسوية الأمور، خاصة مع ما تتمتع به الحديدي من مكانة داخل الوسط الإعلامي الرسمي.
وأضاف: "كنا متوقعين يرسموا خطوط حمراء وخضراء ونرجع نشتغل... لكن دا محصلش للأسف".
من جانبه، رجّح مصدر صحفي يعمل بإحدى المؤسسات التابعة لـ"المتحدة" أن تكون الانتقادات التي وجهتها الحديدي عقب الحادث سببًا رئيسيًا، مضيفًا بسخرية دارجة بين العاملين أن "لميس ضحية جديدة من ضحايا الطريق الإقليمي".
هل كان الخلاف ماليًا؟
استبعدت مصادر مقربة من البرنامج وجود أي خلافات مادية، بل على العكس، أكدت أن البرنامج كان محاطًا برعاية إعلانية كبيرة، حيث قال أحدهم: "الفاصل الإعلاني كان بين 10 و15 دقيقة، ودا معناه دخل كبير، فمش منطقي تبقى الأزمة مالية".
عودة إلى المشهد
يُذكر أن لميس الحديدي كانت قد عادت إلى الشاشة في أكتوبر 2020 عبر قناة ON بعد غياب عامين، إثر تعاقد "المتحدة" معها لتقديم برنامج "كلمة أخيرة".