انطلقت صباح أمس الأحد سفينة "حنظلة" من ميناء سرقوسة بجزيرة صقلية الإيطالية، حاملة معها أملًا جديدًا لكسر الحصار المفروض على غزة، وسط تصاعد الغضب الشعبي والحقوقي من استمرار العدوان الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة.

السفينة، التي تُعد الأحدث ضمن "أسطول الحرية"، تقل نحو 15 ناشطًا دوليًا من جنسيات مختلفة، ينتمون إلى منظمات إنسانية وحقوقية، وجميعهم موحدون تحت شعار: "فلسطين حرة".

انطلقت الرحلة في ظل ظروف إنسانية كارثية يعيشها قطاع غزة منذ أكثر من 21 شهرًا من الحرب المفتوحة، التي وصفتها منظمات دولية بأنها إبادة جماعية مدعومة من الولايات المتحدة.

 

مشهد الانطلاق.. الكوفية ترفرف في الميناء الإيطالي
احتشد العشرات في ميناء سرقوسة رافعين الأعلام الفلسطينية ومرتدين الكوفية، مرددين هتافات تدعو إلى كسر الحصار وإنهاء الاحتلال.

هتاف "فلسطين حرة" تردّد بقوة وسط حشود المتضامنين، فيما ودّع الحضور السفينة الصغيرة التي تحمل اسم "حنظلة"، رمز النكبة والمقاومة في الثقافة الفلسطينية، في رحلتها الشجاعة نحو بحرٍ تُسيطر عليه الزوارق الإسرائيلية المسلحة.

 

الرسالة واضحة: كسر الحصار وإنهاء الصمت
كلود ليوستيك، منسقة "أسطول الحرية" في فرنسا، أكدت أن الهدف الأساسي من الرحلة هو "كسر الصمت العالمي عن الإبادة الجماعية في غزة، وتحريك الضمير الإنساني تجاه كارثة إنسانية غير مسبوقة"، مشيرة إلى أن الرحلة تموّلها حملات تبرع شعبية، ما يعكس اتساع رقعة الرفض الشعبي الدولي للعدوان.

ومن المنتظر أن تتوقف السفينة في ميناء غاليبولي بجنوب شرق إيطاليا، حيث ستنضم إليها نائبتان من حزب "فرنسا الأبية" هما غابرييل كاتالا وإيما فورو، في 18 يوليو الجاري، في خطوة تصعيدية لرفع الغطاء السياسي عن مهمة إنسانية تحولت إلى تحدٍّ مباشر للآلة العسكرية الإسرائيلية.

 

كاتالا: ما يجري إبادة جماعية ويجب فضحها
النائبة الفرنسية غابرييل كاتالا صرحت بأن "المهمة ضرورية لأطفال غزة، لكسر الحصار، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة"، مضيفة أن فشل السفينة في الوصول سيكون "انتهاكًا جديدًا للقانون الدولي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي".

كما دعت إلى تحرّك دولي عاجل لوضع حد للكارثة المتواصلة في القطاع.

 

سابقة "مادلين": اعتقال ثونبرغ وريما حسن
هذه الرحلة تأتي بعد مرور نحو 6 أسابيع على إبحار السفينة "مادلين"، التي كانت قد انطلقت أيضًا من إيطاليا في الأول من يونيو الماضي.

وقد تم اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية على بُعد حوالي 185 كيلومترًا من سواحل غزة، واعتقل على متنها 12 ناشطًا، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، والنائبة الأوروبية عن حزب "فرنسا الأبية" ريما حسن، حيث استمر احتجازهما لعدة أيام في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.

 

الإبادة مستمرة.. الأرقام تتحدث
حتى اليوم، تُظهر الإحصائيات الصادرة عن مؤسسات إنسانية وحقوقية أن القوات الإسرائيلية قتلت نحو 833 فلسطينيًا قرب مراكز المساعدات الإنسانية، إضافة إلى إصابة أكثر من 5,432 آخرين.

ومنذ بدء العدوان الشامل على غزة في 7 أكتوبر 2023، وصل عدد الضحايا إلى أكثر من 196 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض ومئات آلاف النازحين الذين دمرت بيوتهم.

 

الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?app=desktop&v=KqIe3vpeG_8

https://www.youtube.com/shorts/VpAvGf912y8

https://www.youtube.com/watch?v=pBGGxzTfTGE