شهد الطريق الدولي "طنطا – كفر الشيخ" فاجعة إنسانية جديدة، بعدما سقطت 3 سيارات دفعة واحدة من أعلى الطريق أمام قرية المعتمدية التابعة لمركز المحلة الكبرى، مما أسفر عن وفاة سيدة شابة وإصابة 7 آخرين، بينهم أطفال، في مشهد يعكس التناقض بين ما يُعلَن من إنجازات في مجال الطرق والكباري وبين الواقع المأساوي على الأرض.
ووفقاً للمعلومات الأولية، فقد لقيت سيدة تبلغ من العمر 25 عامًا مصرعها في الحال، فيما نُقل ابنها المصاب بكسور إلى مستشفى المحلة العام لتلقي العلاج، إلى جانب زوجها وسيدة أخرى وطفلين من نفس العائلة، بالإضافة إلى إصابة شخصين آخرين.
جميع المصابين من سكان منطقة "أبو راضي" في مدينة المحلة الكبرى، وقد تدخلت سيارات الإسعاف لنقلهم سريعًا إلى المستشفى، فيما تعطلت حركة المرور لعدة ساعات على الطريق الحيوي.
الحادث الذي وقع بشكل مفاجئ أعاد إلى الأذهان تساؤلات مستمرة حول معايير الأمان والسلامة على الطرق ومدى فعالية الإنفاق الضخم الذي تروّج له الحكومة في مجال تطوير البنية التحتية.
ضحايا على طرق "التنمية":
خلال السنوات الأخيرة، أعلنت الحكومة عن مشاريع طرق كبرى ضمن خطة "التحول الحضاري"، حيث تم رصد عشرات المليارات من الجنيهات لإنشاء شبكة طرق حديثة تُروَّج على أنها "الأفضل في إفريقيا"، حسب تصريحات رسمية.
إلا أن الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تكشف واقعاً مغايراً، إذ ارتفع عدد ضحايا حوادث الطرق إلى معدلات مقلقة.
ففي عام 2022 وحده، سجلت مصر أكثر من 7 آلاف وفاة بسبب حوادث الطرق، إضافة إلى عشرات الآلاف من الإصابات، ورغم تراجع طفيف في بعض السنوات، فإن منحنى الكوارث لا يزال مرتفعًا، خاصة في المناطق الريفية والطرق السريعة، حيث تغيب الصيانة الدورية، وتتفشى المخالفات المرورية، وسط ضعف في الرقابة على سائقي المركبات العامة والنقل الثقيل.
الحكومة في قفص الاتهام
في ظل التكرار المؤلم لمثل هذه الحوادث، تتزايد الاتهامات الموجهة للحكومة بالفشل في إدارة ملف الطرق بشكل متكامل، فبينما يتم التركيز إعلاميًا على "الافتتاحات الرئاسية" و"الأرقام القياسية"، يتم التغاضي عن تفاصيل جوهرية مثل جودة التنفيذ، معايير الأمان، وشفافية الإشراف على شركات المقاولات.
كما يشير مختصون في السلامة المرورية إلى ضرورة تعزيز ثقافة القيادة الآمنة، وتطوير منظومة الرقابة على الشاحنات والسيارات العامة، وتفعيل العقوبات الرادعة على المخالفين، في ظل تكرار وقائع مؤلمة مثل التي شهدها طريق طنطا – كفر الشيخ.