بعد 12 عام من انقلاب يوليو 2013، تلاشت حركة "تمرد" مبكرا، التي مهدّت لاحتجاجات شعبية للقيام ضد حكم الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، بتصدرها مشهد المعارضة قبل الانقلاب بنحو شهرين، لفتح الطريق أمام سحق التجربة الديمقراطية والانقضاض على ثورة يناير.
ونشأت حركة تمرد من شباب، لا يُعرف له توجه سياسي أو أيديولوجي، أو أي نشاط سياسي قبل بدء تجميعهم التوقيعات للانقلاب على الديمقراطية؛ لذلك كانت حملة تمرد "وهمية وصناعة مخابراتية؛ بدليل تلميعها إعلاميا، واهتمام قادة الانقلاب العسكري بها.
كانت في الأساس صناعة المؤسسة الأمنية والعسكرية، وبتمويل من دولة الإمارات، ورجال دولة مبارك العميقة، بالإضافة إلى دعم تيارات وقوى وشخصيات بارزة في المعارضة، أبرزها جبهة الإنقاذ الوطني، وحركة كفاية، والجمعية الوطنية للتغيير، ونقابة المحامين، ورئيس حزب الدستور الدكتور محمد البرادعي، ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي.
وبعد فشل الأجهزة الأمنية الغير المعلن على الحصول على ما يكفي من الزخم الشعبي؛ لتحفيز الجيش على التدخّل لإسقاط الرئيس مرسي وفرت حركة "تمرد" الغطاء "الشعبي" للانقلاب"، ليكون بزعم الانقلابيين خروج الجيش لتلبية إرادة الشعب.
وكعادة كل المدنيين الذين يعيشون في لحاف العسكر، يتم استخدامهم ثم الزج بهم في أقرب قمامة، وهو ما حدث مع الجميع، والذكي منهم أخذ نصيبه من ملايين الإمارات، وتوارى عن الأنظار.
لماذا اختفت تمرد
يرى مراقبون أن تمرد كانت عملا مخابراتيا مدعوما من دول وجهات ومن الجيش ذاته وليست عملا شعبيا، كما أشاروا إلى حالة القمع والارهاب التي ستواجه أي شخص يواجه نظام العسكر، عكس الوقت التي قامت فيه سابقا في عهد الرئيس مرسي، حيث الحرية والديمقراطية واللاقمع.
وأشاروا إلى أن كل الطرق السلمية للتغير مغلقة بالنار والحديد معتقدين أن التغيير لن يتم سوى بعمل ثوري، بكل ما تحمله الكلمة من غضب واحتقان وانفجار، لكن في الوقت نفسه نوهوا أن من يقدر على التمرد هم ضباط الجيش الوطنيون، يعنون انقلابا على انقلاب السيسي، فالمشكلة ليست في العسكر والسيسي، قدر مشكلة الظهير الشعبي المغيب الخانع الخائف ضحايا الاستقطاب عن طريق الآلة الإعلامية للنظام.
وتتمثل مطالب الحركة الرئيسية في:
- إجراء انتخابات رئاسية مبكرة:
طالبت الحركة بإجراء انتخابات جديدة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، لكن العسكر انقض عليها وانقلب على الدكتور مرسي واستأسد بكل مقاليد البلاد
- تحقيق العدالة الاجتماعية:
سعت الحركة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية مطالب الشعب المصري، من حياة كريمة، لكن الشعب ازداد فقرا، وبات يأكلون من الزبالة
- إعادة الأمن والأمان:
طالبت الحركة بتحسين الأوضاع الأمنية في البلاد، لكن البلطجة وتجارة المخدرات والدعارة باتت سمة أساسية في أغلب طبقات الشعب المصري وانشغل الأمن بملاحقة معارضي النظام.
- القصاص لشهداء ثورة 25 يناير:
طالبت الحركة بالقصاص لضحايا ثورة 25 يناير، وتقديم الجناة إلى العدالة، لكن من قدم للمحاكمة هم الثوار والمجني عليهم وأقارب الشهداء، وفلت المجرمين من العقاب
- استقلال مصر وعدم التبعية للخارج:
ورفضت الحركة أي تدخل أجنبي في شؤون البلاد، لكن السيسي أغرق مصر بالديون وهمش دورها الإقليمي والعالمي، وأصبح تابعا لدول الإمارات والسعودية.
وما تحقق هو سحق الديمقراطية وانهيار العملة الوطنية وارتفاع الأسعار وارتفاع الديون و خدمة الدين ونسب التضخم وزيادة القمع وكبت الحريات والإختفاء القسرى وتهجير أهل سيناء و الهجوم على المجندين والقهر المالى والمعنوى والنفسى بعد الإصرار على بناء القصور وتأخر وتردى الخدمات الصحية، وانقطاع الكهرباء، وتدمير البنية التحتية، وعمل مشروعات عملاقة لا يستفيد منها الفقراء والمستفيد الوحيد هو السيسي وعصابته.