في مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أجرى الكاتب ديفيد فرينش حوارًا مع الخبيرة في شؤون الدفاع والسياسة الخارجية كوري شاك من معهد "أمريكان إنتربرايز"، لتحليل التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، وما إذا كانت التحولات الجارية ترسم ملامح شرق أوسط مختلف.

يشير فرينش إلى أن إسرائيل وإيران الآن في حالة هدنة هشة، بينما تستعر الحرب في غزة، وتواجه إدارة ترامب انتقادات حول فاعلية الضربات الأميركية الأخيرة ضد منشآت إيران النووية، والتي وصفها ترامب بأنها "دُمرت بالكامل"، وهو ما تشكك فيه تقارير مستقلة.
 

إعادة ترتيب حقيقي للمنطقة

ترى شاك أن ما يحدث لا يُعد مجرد جولة أخرى من الصراع، بل يمثل إعادة ترتيب جذرية. القوى التي كانت تهدد إسرائيل، كحماس وحزب الله، تعرضت لضربات قاصمة، والنظام السوري سقط، وإيران تلقت خسائر كبيرة في الدفاعات الجوية والقيادات العسكرية والعلماء النوويين.

تضيف أن تغير المواقف في المنطقة، مثل "اتفاقيات أبراهام"، يعكس تراجع عداء الدول العربية لإسرائيل لصالح التعاون ضد إيران. كما أن الهجوم الأخير من حماس دفع إسرائيل لاختبار دفاعات إيران بعمق، وكشف هشاشتها.
 

البرنامج النووي الإيراني: تراجع لا دمار

لا تتوفر بيانات دقيقة حول حجم الضرر الذي لحق بمنشآت إيران النووية، لكن شاك تؤكد أن الهجمات أضرت بالبنية التحتية الحساسة، وأخّرت التقدم النووي. وتؤكد أن الرسالة الأهم هي استعداد الولايات المتحدة وإسرائيل لاستخدام القوة لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية.

رغم ذلك، يبقى احتمال أن تسرّع إيران سعيها للسلاح النووي واردًا، كرد فعل على الضربات، إذ لا يمكن ردعها إلا عبر الردع النووي الكامل، وهو ما تحذر شاك من تبعاته.
 

مقارنة باتفاق أوباما النووي

ترى شاك أن الاتفاق النووي السابق الذي أبرمه الرئيس أوباما لم يثبت فعاليته في كبح البرنامج النووي الإيراني، ولم يحد من إرهاب طهران أو تدخلها الإقليمي. وتذكر أن اقتراح ترامب الجديد كان أكثر سخاءً من الاتفاق السابق، ومع ذلك رفضته إيران.
 

حزب الله ولبنان: خسائر جسيمة

تشير شاك إلى أن حزب الله تلقى ضربة كبيرة، وفقد جزءًا كبيرًا من قيادته وقوته العسكرية. كما أن احتمال تحسّن الحوكمة في لبنان يقلل من فرص إعادة بناء قوته.
 

غزة: مأزق بلا حل قريب

تصف شاك الوضع في غزة بأنه بالغ السوء، وتؤكد أن عمق البنية التحتية لحماس فاق التوقعات. فقدت إسرائيل ثقة مواطنيها في إمكانية التعايش مع الفلسطينيين في غزة، بينما لا يرغب الفلسطينيون في المغادرة، ولا تقبل دول الجوار استضافتهم. لهذا، ترجّح شاك أن الاحتلال الإسرائيلي لغزة سيستمر، دون أن يؤدي ذلك إلى أمن حقيقي لأي طرف.
 

القوات الدولية؟ خيار غير واقعي

لا ترى شاك أن هناك فرصة حقيقية لقوة حفظ سلام دولية، نظرًا لغياب توافق على السلام، وعدم استعداد الدول للمخاطرة بقواتها في هذا النزاع المعقّد، خصوصًا مع احتمالية تعرضها لهجمات من حماس.
 

اتفاق سعودي-إسرائيلي؟ مستبعد حاليًا

رغم وجود تقاطع مصالح بين السعودية وإسرائيل ضد إيران، تؤكد شاك أن استمرار الحرب في غزة يُصعّب انضمام الرياض رسميًا إلى "اتفاقيات أبراهام"، ما لم تُطرح رؤية واضحة لحل القضية الفلسطينية.
 

مكاسب عسكرية وخسائر دبلوماسية

ترى شاك أن إسرائيل خرجت من الصراع أقوى عسكريًا، لكنها أصبحت أضعف دبلوماسيًا، خصوصًا في علاقتها مع أوروبا، حيث تُدين عدة حكومات الإجراءات الإسرائيلية في غزة رغم استنكارها لهجوم حماس.
 

السيناريوهات المقبلة: الأمل والخوف

تختم شاك حديثها بالتعبير عن قلقها من قدرة إيران على الرد بطرق مؤلمة، محذّرة من الاعتقاد بأن إيران لم تعد تملك خيارات. أما ما يمنحها بعض الأمل، فهو احتمال أن يؤدي تراجع قوة النظام الإيراني إلى تخفيف القمع ضد شعبه.

https://www.nytimes.com/2025/06/26/opinion/iran-israel-nuclear-trump.html