أقدم طالب بكلية الطب على إنهاء حياته بإلقاء نفسه من الطابق الحادي عشر في منطقة المعادي بالقاهرة، في مشهد صادم يكشف حجم الضغوط النفسية التي يرزح تحتها بعض الشباب، وخاصة الطلاب في المراحل الجامعية الدقيقة، وسط غياب الدعم النفسي الكافي في مؤسسات التعليم والأسرة والمجتمع.
تفاصيل الواقعة:
تلقت أجهزة الأمن في القاهرة بلاغًا من سكان أحد العقارات بمنطقة المعادي، يفيد بسقوط شاب من ارتفاع شاهق داخل منور المبنى، ما أدى إلى وفاته على الفور. وبالانتقال إلى مكان الحادث، تبين أن الشاب يبلغ من العمر 19 عامًا، ويدرس بالفرقة الثانية في كلية الطب، ويقيم في نفس العقار الذي ألقى بنفسه منه.
أظهرت التحريات الأولية وشهادة والدته، وهي طبيبة بشرية، أن نجلها كان يعاني في الفترة الأخيرة من ضغوط نفسية شديدة. وذكرت الوالدة، وسط دموعها، أن ابنها لم يتحمل صدمة رسوبه في امتحانات نهاية العام، لا سيما بعدما تزامن ذلك مع إصابة شقيقته بمرض السرطان، والذي تطوّر لاحقًا وأدى إلى إصابتها بشلل نصفي، وهو ما حمّل الشاب شعورًا مضاعفًا بالذنب والتقصير.
غياب منظومة الدعم النفسي:
ورغم أن كثيرًا من الجامعات تضم وحدات للدعم والإرشاد النفسي، إلا أن فعاليتها لا تزال محدودة، ويعزف الطلاب غالبًا عن اللجوء إليها خوفًا من وصمة العار، أو عدم الثقة بجدواها.
وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن نسب الانتحار في أوساط طلاب الجامعات في تزايد، خصوصًا مع ازدياد التحديات الاقتصادية، والتوقعات الأسرية العالية، وفقدان التوازن بين الحياة والدراسة.