شهدت أسعار الفضة، محليًا وعالميًا، ارتفاعات لافتة خلال الفترة الأخيرة، بدعم من الطلب الصناعي المتنامي والتوترات السياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط، ما أعاد المعدن الأبيض إلى دائرة الضوء كمخزن آمن للقيمة، ومكون أساسي في عدد من الصناعات الحيوية.

 

قفزات محلية بدفع من السوق العالمي
في السوق المصرية، واصلت أسعار الفضة صعودها خلال تعاملات اليوم الأحد 22 يونيو 2025، حيث تجاوز جرام الفضة عيار 800 حاجز 51 جنيهًا مسجلاً 51.25 جنيه، فيما ارتفع عيار 999 إلى 64 جنيهًا، وبلغ عيار 925 نحو 59.25 جنيه. وسجل "جنيه الفضة" عيار 925 ما يقرب من 474 جنيهًا، وفقًا لبيانات مركز "الملاذ الآمن" المتخصص في تحليلات المعادن الثمينة.

هذا الارتفاع المحلي جاء انعكاسًا مباشرًا للقفزات العالمية في أسعار الفضة، التي وصلت إلى ذروتها عند 36.78 دولارًا للأوقية، قبل أن تختتم تعاملات على تراجع طفيف عند 35.93 دولار نتيجة عمليات جني أرباح بعد موجة صعود حادة.

 

توترات الشرق الأوسط.. محفّز جديد للأسعار
بحسب خبراء الأسواق، فإن التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا التصعيد بين إسرائيل وإيران، لعبت دورًا في تحفيز الطلب على الأصول الآمنة، وفي مقدمتها المعادن الثمينة. ورغم التراجع الطفيف للأوقية في ختام الأسبوع، فإن الاتجاه العام للفضة لا يزال صاعدًا بدفع من مخاوف المستثمرين واستمرار الطلب الصناعي القوي.

 

صناعات الفضة.. ما بين الطاقة والسيارات
تعتمد العديد من القطاعات الصناعية على الفضة، وعلى رأسها صناعات الطاقة الشمسية، وصناعة السيارات، والإلكترونيات الدقيقة، وتمثل هذه القطاعات أكثر من 80% من الاستهلاك العالمي للفضة، وفقًا لتقديرات مركز "الملاذ الآمن".

الطلب المتزايد على تقنيات الطاقة المتجددة والتحول العالمي نحو السيارات الكهربائية يضع الفضة في موقع استراتيجي، إذ تُستخدم كمادة رئيسية في تصنيع الألواح الشمسية والموصلات الكهربائية، ما يزيد من حجم الطلب السنوي على المعدن الأبيض.

 

أداء الفضة.. مكاسب قوية في الأجلين القصير والطويل
وفق تحليل بيانات السوق، فإن الفضة سجلت خلال شهر واحد فقط مكاسب بنحو 3 دولارات (بزيادة 9%)، فيما ارتفعت في آخر 3 أشهر بنسبة 13.56%، أي ما يعادل 4.30 دولارات. ومنذ بداية عام 2025، قفزت أسعار الفضة بنسبة 25%، في حين تضاعفت قيمتها بنسبة 102% مقارنة بمستويات يناير 2020، عندما كانت تُتداول عند 17.92 دولارًا للأوقية.

ورغم هذه المكاسب القوية، فإن الأسعار لا تزال بعيدة عن الذروة التاريخية البالغة 48 دولارًا، التي سجلتها الفضة في عام 2011، بعد الأزمة المالية العالمية. وعلى الجانب الآخر، فإن أدنى مستوى تاريخي للفضة كان في عام 1991، عندما هبطت إلى 3.55 دولارات للأوقية.