في مشهدٍ يُعيد إلى الأذهان مشاهد القوافل التضامنية السابقة لغزة، تتجه الأنظار نحو معبر رفح الحدودي، حيث من المنتظر أن تصل إليه "قافلة الصمود المغاربية" يوم الأحد 15 يونيو 2025، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.
لكن هذه المبادرة الإنسانية لم تمر مرور الكرام، إذ واجهت خلال الأيام الأخيرة حملة إعلامية شرسة من شخصيات مقربة من نظام عبدالفتاح السيسي، تطرح تساؤلات جدية حول ما إذا كانت السلطات في القاهرة تتجه لمنع القافلة من دخول سيناء، أم أن ما يحدث مجرد تمهيد لتقييد تحركها.
إعلام النظام: تشكيك واتهامات
الإعلامي المثير للجدل أحمد موسى، المعروف بقربه من دوائر القرار، وصف القافلة بأنها "فخ يستهدف إحراج الدولة المصرية"، محذرًا من تداعيات السماح بدخولها أو منعها، ومعتبراً أن "الهدف من القافلة ليس إنقاذ غزة بل الشو الإعلامي"، على حد تعبيره. وتساءل موسى عما سيحدث إذا رفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال المتضامنين إلى القطاع، ملمحًا إلى أن القافلة قد تتحول إلى "بؤرة أحداث" على الحدود، تشكل ضغطًا على القاهرة.
مواقف كهذه، صدرت أيضًا عن كتاب ومقدمي برامج آخرين، تبنّوا خطاب التخويف والتشكيك في نوايا المشاركين، رغم الطبيعة المدنية والإنسانية المُعلنة للمسيرة، ما يعكس رفضًا غير مباشر لها أو على الأقل استعدادًا رسميًا للتضييق عليها.
القافلة: تحرك شعبي مغاربي يعانق غزة
في المقابل، يؤكد منظمو "قافلة الصمود" أن التحرك مدني سلمي، يعبّر عن نبض شعبي عربي مناهض للإبادة في غزة. ويقول المنسق الإعلامي ياسين القايدي إن القافلة انطلقت من تونس، مرورًا بالجزائر والمغرب وموريتانيا، ويلتحق بها مشاركون من ليبيا ومصر، في إطار تحرك إنساني بحت. وأضاف: "نصل إلى القاهرة الخميس 12 يونيو، وسنتوجه بعدها إلى رفح في 15 يونيو لنعتصم سلميًا على الحدود".
أما المنسق الطبي للقافلة، الطبيب محمد أمين بالنور، فشدّد على الطابع النضالي للقافلة، قائلاً: "نحن لا نذهب إلى رحلة سياحية، بل نتحرك بصدر عار من أجل كرامة شعب يُذبح أمام أعين العالم". وذكّر بأنه عمل طبيبًا متطوعًا في مستشفيات غزة خلال عدوان سابق، ويرى أن هذه القافلة "صرخة شعوب بعدما سكتت الحكومات".
التحالف العالمي لمناهضة الاحتلال: مصر أمام اختبار أخلاقي
من جانبه، دعا التحالف العالمي لمناهضة الاحتلال، السلطات المصرية إلى تسهيل مرور القافلة والمتضامنين الذين يقدّر عددهم بأكثر من أربعة آلاف شخص من 54 دولة، من بينهم وفود برلمانية أوروبية. وأكد التحالف أن هذا التحرك هو "اعتصام سلمي إنساني يطالب بكسر الحصار وإدخال المساعدات العاجلة"، معتبراً أن السماح للقافلة بالوصول إلى معبر رفح سيمثل "رسالة واضحة بأن مصر ترفض الحصار وليست جزءًا منه".
واعتبر التحالف أن هذا التحرك لا يتعارض مع الموقف الرسمي المصري، بل يدعمه، خاصة أن القاهرة تعلن مرارًا رفضها لسياسات التهجير الجماعي والإبادة في غزة، وحرصها على وحدة الأراضي الفلسطينية.
https://x.com/ahmeda_mousa/status/1932211450484813990
https://www.facebook.com/Loay.Elkhteeb/posts/pfbid02hVhk36nmZC3u4Q2dSjaAgKUsbepv4fbNTnYfeLCGM6zkqn6V3qFEhY4usVYc7FDhl
https://x.com/maggyalitahon/status/1932484249497591989
https://x.com/AlasylKmal/status/1932364784680239340
https://x.com/AlTohamy66/status/1932216332788854844