في موسم عيد الأضحى هذا العام، شهدت الأسواق المصرية استقرارًا ملحوظًا في سعر الدولار وتراجعًا واضحًا في أسعار الذهب، مع استمرار تأثير العطلة الرسمية على حركة الأسواق:
استقرار الدولار
سعر الدولار في البنوك تراجع بأقل من جنيه مقارنة قبل العيد، حيث تراوح بين 49.57 جنيه للشراء و49.70 جنيه للبيع طوال أيام العيد
السوق الموازية شهدت تقلبًا طفيفًا، إذ تراوح السعر بين 47.80 و48.80 جنيهًا، وسط اضطراب مؤقت بسبب قلة الطلب خلال العطلة .
متعاملون في القطاع المصرفي أكدوا أن ضخ المركزي لكميات من العملة الصعبة أسهم في كبح أي ارتفاع مفاجئ، ما أعطى حالة استقرار قل حدوثها في مواسم الأعياد
تراجع الذهب رغم العيد
- سعر جرام الذهب عيار 21 انخفض بنحو 10 – 15 جنيهًا مقارنة بأسابيع سابقة، ليصل إلى نحو 4695 جنيهًا.
- بلغ عيار 24 حوالي 5377 جنيهًا، فيما استمر سعر جرام الذهب عيار 18 عند نحو 4002 – 4040 جنيهًا.
- سعر الجنيه الذهب تراجع أيضًا، مسجلًا نحو 37 360 جنيهًا.
رغم كونه موسم أعياد، لم تشهد سوق الصاغة الصينية الأجنبية الحركة المعتادة، إذ أوضح تجار مثل حسن سليمان، في الحسين، أن السوق يعاني ركودًا واضحًا نتيجة تذبذب الأسعار.
عوامل الضغط
- انخفاض الطلب والحركة الشرائية بسبب توقف السوق الرسمي خلال العيد وتراجع الدخل المتاح للمواطنين.
- استقرار سعر الصرف جعله غير دافع لتقلب الذهب محليًا؛ حيث أصبح السعر مرتبطًا أكثر بالسوق العالمية.
- الأونصة العالمية شهدت انخفاضًا طفيفًا، ضمن نطاق يتراوح بين 20 – 80 دولارًا، ما انعكس مباشرة على الأسعار المحلية.
- ضخ البنك المركزي احتياطيًا أجنبيًا جديدًا تجاوز 48.5 مليار دولار، ما عزز الثقة في الجنيه وخفف من التقلبات السعرية محليًا.
توقعات ما بعد العيد
- تحليل الإقبال والطلب يشير إلى انتعاش تدريجي في حركة الدولار والذهب، بالتزامن مع:
- عودة التداول المصرفي والتجاري.
- اجتماع محتمل للبنك المركزي حول أسعار الفائدة، ما قد يؤثر على سعر الصرف .
- في سوق الذهب:
- يتوقع أن تستمر الأسعار ضمن نطاق 4 700 – 4 780 جنيهًا لعيار 21 .
- ويرجّح أن يظل التباطؤ سائدًا ما دامت الظروف العالمية والإقليمية مستقرة .
ورغم العادة السنوية بزيادة الإقبال على الذهب في المناسبات، خاصة مع تزايد حفلات الخطوبة والزواج في العيد، إلّا أن التجار أشاروا إلى ضعف الحركة الشرائية. وقال حسن سليمان، صاحب محل ذهب في حي الحسين: "إن الأسواق تعاني من "ركود واضح"، مرجعاً ذلك إلى التخبط في الأسعار خلال الشهور الأخيرة، ما دفع الزبائن إلى "الانتظار والترقب" بدلاً من الشراء، وفقًا لـ"العربي الجديد".
ويعزو خبراء هذا الركود إلى عوامل عدّة أبرزها استمرار الضغوط الاقتصادية على المواطنين، وتراجع القدرة الشرائية، إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة معدلات التضخم، ما جعل الذهب والدولار أدوات لحفظ القيمة أكثر من كونهما أدوات للادخار أو الاستثمار اليومي.
ويتوقع مراقبون أن تشهد الأسواق انتعاشاً محدوداً بعد انتهاء إجازة العيد، لا سيّما مع استئناف التداولات في البورصة والبنوك وعودة النشاط التجاري تدريجياً، فيما تترقب الأسواق قرارات محتملة من البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، وسط ضغوط داخلية وخارجية.
مفارقة اقتصادية
رغم التوقعات التقليدية بارتفاع الطلب على الذهب خلال الأعياد، تشهد مصر هذه المرة ظروفًا اقتصادية فريدة، أدت إلى عكس الصيغة المعتادة:
- الدولار مستقِر بقوة، مدعومًا بسياسات ضبط البنك المركزي.
- الذهب سجل تقلبات طفيفة وتراجعًا في الأسعار المحلية، نتيجة تراجع الطلب والارتباط بالسوق العالمي.
- الأسواق المحلية دخلت في مرحلة ترقب حذر لما بعد العيد، مع متابعة دقيقة لتأثيرات الاستقرار النقدي وأسعار الفائدة المحيطة.
في المجمل، يبدو أن عيد الأضحى 2025 حمل معه مفارقة اقتصادية: هدوء في أسعار الصرف، وتراجع في المعدن النفيس، وسط ظروف اقتصادية واستراتيجية جديدة تضبط خريطة العرض والطلب، وتعيد التفكير التقليدي في سلوك الأعياد الاقتصادية.