بعد يوم من ضربات هندية استهدفت مواقع متعددة في باكستان، وأججت المخاوف بشأن تصعيد الصراع العسكري بين الجارتين المسلحتين نووياً، أعلن الجيش الهندي أن "الجيش الباكستاني نفذ ليل السابع إلى الثامن من مايو 2025، قصفاً بالأسلحة الخفيفة والمدفعية على طول خط السيطرة (الذي يقوم عملياً مقام خط الحدود بين البلدين) في قطاعات كوبوارا وبارامولا وأوري وأخنور". أفادت مصادر إعلامية وشهود عيان بسماع دوي انفجار في مدينة لاهور شرقي باكستان صبيحة اليوم الخميس، في حين علقت هيئة المطارات الباكستانية الطيران في مطارات كراتشي ولاهور وسيالكوت. وأعلنت الحكومة الهندية الخميس مقتل 13 شخصاً وإصابة 43، بنيران المدفعية الباكستانية على طول خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفعلية بين البلدين، فيما تقول باكستان إن 31 شخصاً على الأقل قُتلوا وإن نحو 50 أصيبوا في الغارات والقصف عبر الحدود بعد ذلك. وقالت شبكة جيو التلفزيونية وشاهد من رويترز إن دوي انفجار سمع في مدينة لاهور، وذلك بعد يوم من ضربات هندية استهدفت مواقع متعددة في البلاد أججت المخاوف بشأن تصعيد الصراع العسكري بين الجارتين المسلحتين نوويا. وتبادل البلدان، الأربعاء قصفا عنيفا أسفر عن 31 قتيلا في الجانب الباكستاني و12 قتيلا في الجانب الهندي، في أخطر مواجهة عسكرية بين القوتين النوويتين منذ عقدين. وتصاعد التوتر بين البلدين المتخاصمين منذ تقسيم البلاد في 1947، منذ هجوم 22 أبريل الذي أودى بحياة 26 شخصا في الشطر الهندي من كشمير. ووصل التوتر بين البلدين إلى حد المواجهة العسكرية ليل الثلاثاء-الأربعاء، بينما سارعت أطراف دولية إلى عرض التوسط بين الطرفين أو أقله الدعوة الى ضبط النفس. حرب المياه ومساء الثلاثاء أعلن مودي أنه يريد تحويل مياه الأنهر التي تنبع في الهند وتعبر في باكستان، وهو تهديد يصعب تنفيذه على المدى القصير، بحسب خبراء. وعلّقت الهند مشاركتها في اتفاقية لتقاسم المياه وقعت بين البلدين في 1960. والثلاثاء، اتهمت باكستان الهند بتعديل منسوب نهر شيناب الذي يعبرها قادماً من الهند. ما الذي أدى إلى الضربات الهندية؟ جاءت الضربات الجوية التي نفذتها الهند رداً على هجوم مسلح دموي وقع في 22 أبريل الماضي في بلدة باهالغام السياحية، الواقعة في الجزء الذي تديره الهند من إقليم كشمير. وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً، معظمهم من السيّاح. وبحسب السلطات الهندية، فتح مسلحون النار على مجموعة من الزوار أثناء تواجدهم في منطقة بايساران، وهي مرج جبلي يقع على بُعد نحو خمسة كيلومترات من باهالغام. وقال بعض الناجين إن المسلحين "استهدفوا رجالاً من أتباع الديانة الهندوسية بشكل خاص". في حين نفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم، أكدت الشرطة الهندية أن اثنين من المشتبه بهم الأربعة في تنفيذ العملية يحملون الجنسية الباكستانية. ولا تزال قوات الأمن الهندية تواصل عمليات مطاردة المسلحين. التصعيد لم يقتصر على الضربات الجوية، فقد أعلنت الهند وباكستان عن سلسلة من الإجراءات الانتقامية، شملت إغلاق بعض المعابر الحدودية وتعليق اتفاق لتقاسم مياه الأنهار. كما تبادل الجنود على الجانبين إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة في عدة نقاط حدودية. وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد تعهّد في وقت سابق بملاحقة منفّذي الهجوم "حتى أقاصي الأرض". القدرات العسكرية للهند وباكستان؟ أفاد تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأن الأنماط المتغيرة في تدفق الأسلحة إلى الهند وباكستان تظهر وجود تحالفات جديدة، حيث تقف 3 قوى نووية الهند وباكستان والصين على مسافة اعتبرتها الصحيفة غير مستقرة. وكشفت "نيويورك تايمز"، أن باكستان زادت من شراء عتادها من الصين، وقد قفزت نسبة التزود من الجارة النووية خلال السنوات الخمس الماضية، لتصل إلى 81% خلال العام الماضي، مقابل خفض المشتريات الباكستانية العسكرية من أميركا إلى حدود الصفر تقريبًا. وفي الأثناء، خفضت الهند من تزودها بالأسلحة والذخيرة من روسيا خلال الفترة نفسها لتصل إلى 36% فحسب، مقابل تعويلها على جهات أخرى مثل الولايات المتحدة، وفرنسا، وإسرائيل، بنسب متفاوتة. إلى ذلك، كشفت صحيفة "أوراسيا تايمز" عن 5 أسلحة صينية تمتلكها باكستان، وقد تستخدمها في مواجهة الهند، وهي طائرات مقاتلة من طراز "جي 10 سي" و"جي إف 17" ونظام الدفاع الجوي إس-400، ومدفع هاوتزر ومسيرات "سي إتش 4". وتطرقت الصحيفة إلى خصائص هذه الأسلحة الصينية وقدراتها الهجومية العالية، التي قد تشكل تهديدًا لو استخدمتها باكستان ضد أهداف هندية.