في مقال لصحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، يوضح الصحفي "إليس جيفوري" ما قد تستفيده مصر ودول المنطقة (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) من زيارة "عبد الفتاح السيسي" للهند.
في الوقت الذي تكافح فيه القاهرة أزمة اقتصادية حادة وتتطلع شرقًا للحصول على مساعدة مالية.
وأشار "جيفوري" أن الجانبين وقعا مجموعة من الاتفاقيات التي تشمل تعزيز التجارة والزراعة والتكنولوجيا والدفاع.
 وبلغت ذروة الاحتفال باستقبال السيسي استضافته كضيف شرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية الرابع والسبعين في 26 يناير. وقال رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" يوم الثلاثاء: "زيارتك التاريخية للهند كضيف رئيسي في احتفالاتنا بيوم الجمهورية هي سعادة كبيرة لجميع الهنود".
وتحرص الهند على تعميق علاقتها مع القاهرة، بسبب التأثير الثقافي والسياسي لمصر في المنطقة.
وأضاف "جيفوري": "في غضون ذلك، تجنبت مصر - وهي صوت مهم رمزيًا في العالم الإسلامي - اتخاذ موقف حاسم بشأن القضايا الحقوقية في كشمير الخاضعة لسيطرة الهند".
ولفت "جيفوري" إلى أن الزيارة تأتي في وسط أزمة اقتصادية حادة في مصر؛ حيث تعاني من ارتفاع معدلات التضخم وانهيار قيمة العملة وعملية إنقاذ من صندوق النقد الدولي ستسبب ألمًا اجتماعيًا وسياسيًا كبيرًا.
وقال الزميل المشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "أومبرتو بروفازيو"، إن "الأزمة الاقتصادية في مصر عميقة، والقاهرة بحاجة إلى إصلاحات حاسمة، والتي تم الاتفاق عليها بالفعل مع صندوق النقد الدولي".
 وأضاف "بروفازيو" لموقع ميدل إيست آي: "يمكن لأطراف ثالثة مثل الهند تقديم بعض الإغاثة والمساعدة وفقًا لنموذج مختلف غير غربي لا يزال قيد الإعداد، لكنني لست متأكدًا من أن لديهم مصلحة أو موارد كافية؛ فقد كان وقتًا عصيبًا للاقتصادات العالم أجمع".
 وأشار "جيفوري" إلى استثناء الهند لمصر في تصدير القمح على الرغم من حظر الهند صادرات القمح بعد الارتفاع العالمي في الأسعار؛ حيث أرسلت لها 61 ألف طنًا من القمح.
وتابع "بروفازيو": "الزيارة مهمة بشكل خاص لأن السياق الجيوسياسي قد تغير بشكل كبير منذ بداية الصراع في أوكرانيا، وهو عامل أدى إلى تسريع الاتجاهات الجيوسياسية السابقة ليتجه التوازن إلى الشرق".
وفي حين أنه من المتوقع أن يحسن البلدان العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية وربما تعمق العلاقات العسكرية بينهما، يعتقد "بروفازيو" أن مصر ستكون حريصة على إثبات "أنها قادرة على تحقيق توازن بين القوى المختلفة النشطة بشكل متزايد في المنطقة".
وأوضح أن "التحرك باتجاه عالم متعدد الأقطاب - تلعب فيه منطقتي المحيطين الهندي والهادئ - له دور مهم بالتأكيد، وسيكون تعزيز العلاقات مع الهند أمرًا مهمًا لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك كاستراتيجية للتنويع".

https://www.middleeasteye.net/news/india-egypt-sisi-visit-what-can-expect