قال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، إن حالات الإصابة بمرض الكوليرا، تتصاعد في البلاد، بعد تسجيل 80 حالة جديدة، لتصبح الحصيلة حتى الآن 169 إصابة.


وأوضح الأبيض، أن انتشار الكوليرا بات واسعا، و"معظمه لدى النازحين السوريين" وفق قوله، مشيرا إلى أن المياه الملوثة في عدة مناطق، هي العنصر الأساس الذي يسهم في رفع حالات الكوليرا، إضافة إلى تلوث الخضار ومياه الري.


لكنه لفت إلى أن مسألة مخالطة المصابين، تأتي في مرتبة لاحقة، للأسباب الرئيسية لانتشار المرض.


وأضاف: "محطة التكرير في مناطق انتشار الكوليرا معطلة وبالتالي فإن المياه لا يتم تكريرها وتبقى ملوثة، وتذهب إلى المواطنين وتنشر الكوليرا فيما بينهم".


وكان لبنان أعلن الشهر الماضي، تسجيل أول حالة إصابة بالكوليرا، بعد مضي 29 عاما على اختفاء المرض من البلد.


وبناء عليه، فقد شكلت وزارة الصحة خلية أزمة تضم خبراء واختصاصيين للاستجابة لتفشي الكوليرا، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية عن وزارة الصحة.


من جهتها، حذّرت الأمم المتحدة، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن تفشي المرض «يتطور بشكل ينذر بالخطر».


ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ فرّوا من الحرب السورية التي اندلعت عام 2011. ويعيش معظم اللاجئين السوريين في فقر، وقد ساءت ظروفهم المعيشية بسبب مشاكل لبنان الاقتصادية.


ينتقل الكوليرا بشكل عام من الطعام أو الماء الملوَّثين، ويسبب الإسهال والقيء. ويمكن أن ينتشر في المناطق السكنية التي تفتقر إلى شبكات الصرف الصحي المناسبة أو مياه الشرب، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».


يمكن أن يؤدي الكوليرا إلى الوفاة في غضون ساعات إذا تُرك دون علاج، وفق «منظمة الصحة العالمية»، لكن الكثير من المصابين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة، أو تظهر عليهم أعراض خفيفة.


ويظهر وباء الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي. وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو شرب مياه ملوثة، ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ.


وتشهد سوريا المجاورة منذ سبتمبر تفشيا للكوليرا في محافظات عدة، للمرة الأولى منذ عام 2009. وقالت الأمم المتحدة إن نحو ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه تضررت نتيجة الأزمة الدائرة هناك.


ويمكن علاج المرض بسهولة عبر محلول معالجة الجفاف من طريق الفم، لكن الحالات الأكثر خطورة قد تتطلب منح المريض سوائل عبر الوريد ومضادات حيوية، وفق «منظمة الصحة العالمية».


يصيب المرض ما بين 1.3 مليون إلى 4 ملايين شخص، كل عام، في أنحاء العالم، ويؤدي إلى وفاة ما بين 21 ألفاً و143 ألف شخص.