اعتبر خبير صهيوني في مجال الأمن القومي، أن العملية العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة التي يطلق عليها الاحتلال اسم "الجرف الصامد"، أسفرت عن انهيار القدرة العسكرية للجيش الصهيوني.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في عددها الصادر اليوم الخميس (7|8)، عن البروفيسور أوري بار يوسف، قوله "إن الرهان الصهيوني على ترميم قوة ردع الجيش في أعقاب الحرب على غزة في غير محله، فإسرائيل لم تفشل فقط في ترميم قوة الردع في مواجهة حماس؛ بل إن قوة جيشها انهارت بشكل أكبر ممّا كانت عليه قبل الحرب"، كما قال.

وأضاف بار يوسف "يجب أن نعترف أن القوة العسكرية الصهيونية غير قادرة على حسم المواجهة مع حماس على الرغم من أن تفوّق الجيش لم يكن موضع شك أو تساؤل"، على حد قوله.

وأضاف البروفيسور "جذور مشكلة الردع الصهيونية في مواجهة حماس تتمثل بقدرة الحركة على استخدام وسائل بدائية وتوظيفها في إصابة إسرائيل، فسيذكر التاريخ اليوم الذي توقفت فيه شركات الطيران الأجنبية عن الطيران في أجواء إسرائيل كاليوم الذي تمكنت فيه صواريخ محلية صنعت في غزة من إغلاق أجواء إسرائيل أمام الطيران العالمي"، حسب قوله.

في السياق، تحدثت صحف عبرية عن اهتزاز صورة وموقف دولة الاحتلال لدى المجتمع الدولي والهيئة الأممية، في الوقت الذي أشارت فيه الصحف إلى ارتفاع أسهم حركة حماس في هذه المعركة، ولو على المستوى الإعلامي.

الكاتب آري شبيط في مقاله اليوم بعنوان "صاروخ حماس السري" والمنشور في "هآرتس" يقول إن العملية الأخيرة في غزة زعزعت مكانة" إسرائيل" في العالم، وحتى في الدول الصديقة والحليفة لها في أوروبا وأمريكا، داعيا" إسرائيل "الآن إلى أن "تعمل على تعمير قطاع غزة وإعادة المسيرة السلمية كي تُحسن صورتها"، حسب قوله.

وأوضح أن أقسى الصواريخ أثرا من مجموع ما أطلقته حركة حماس على "إسرائيل" في عملية "الجرف الصامد"، هو ذلك "الصاروخ الذي لا يُرى صاروخا عابرا للقارات، فأصاب أهم قواعد تأييد "إسرائيل "في خمس قارات إصابة قاسية. فقد بلغ إلى كل بيت في أمريكا وسبب ضررا شديدا في كل دولة في أوروبا، وبلغت متفجراته الفتاكة أمريكا الجنوبية وشرق آسيا وشبه القارة الهندية أيضا".

وأضاف إن "منظومة القبة الحديدية لم تنجح في اعتراض الصاروخ السري، ولم ينجح سلاح الجو الصهيوني في أن يحرف رأس الصاروخ المدمر عن مساره. ولم يعرف المستويان السياسي والعسكري أيضا كيف يصدان الضربة التي أصاب بها هذا الصاروخ جبهة "إسرائيل "الداخلية الاستراتيجية".

وأشار شبيط إلى ما خلفته قوات الاحتلال من "مشاهد فظيعة لأولاد موتى ومدارس مدمرة ومساجد مفجرة" أمام العالم، لكي "تمنح حماس أكبر إنجازاتها وهو سلب إسرائيل شرعيتها بصورة زاحفة".

ويقول معبرا عن الهزيمة التي مني بها الاحتلال، إن "المؤسف جدا أن حماس خططت للمعركة واستعدت لها استعدادا أفضل من "إسرائيل""، و"لأن "إسرائيل" لم يكن لديها رد استخباري عملياتي ساحق، فإنها تصرفت كما توقعت حماس أن تتصرف، فاستعملت قوة نيرانها استعمالا أضر بصورتها الدولية"، على حد تحليله.

ويلفت إلى أن حماس أحدثت صورة معوجة عن "إسرائيل"، شوشت تماما على "علاقاتنا المضعضعة بأمريكا المتقدمة وأوروبا المتفهمة.. ويبدو أن حماس لن تطلق بعد الآن قذائف صاروخية على عسقلان وأسدود، لكنها ستستعمل صاروخها السري لمحاولة جعلنا بخلاف ما نحن عليه – أن تجعلنا جنوب إفريقيا".

ويرى الكاتب أن "نقطة ضعف "إسرائيل "الحقيقية هي الفرق القيمي والتصوري بينها وبين حليفاتها في الغرب. ولم يكن هذا الفرق قط أعمق مما هو عليه اليوم مع مشهد الدمار الفظيع في غزة. لهذا فإن على بنيامين نتنياهو أن يعمل الآن ما لم يعمله في الماضي، وهو أن يبادر إلى خطة مارشال – لتعمير قطاع غزة وأن يبادر لخطة سياسية – تعيد بناء المسيرة السلمية، وأن يُظهر السخاء".

ويؤكد أنه "إذا لم نستكمل الهجوم الجوي والحرب البرية بعمل سياسي فسنعرض كل إنجازاتنا للخطر. وقد نمنح حماس بأيدينا النصر الذي هرب منها إلى الآن".