نافذة مصر
اﻷنظمة العربية كلها وبلا استثناء جوهر عمالتها على تحقيق وضمان أمن إسرائيل كأحد استحقاقات أمريكا العنصرية في تنصيب زعامات النكبة وكلاء الاحتلال
ولم يكن تدخل العرب ومصر في الحرب على غزة في السابق من أجل حماية أهل غزة أو رحمة بغزة ، كﻻ فكل تدخل كان من أجل مزيد من تطويع المقاومة وتدجينها أو من أجل إعادة ميزان القوى لصالح إسرائيل عندما يختل لحساب المقاومة .
معروف هو دور مصر ومعها نظم العمالة ،
ولست حزينة لترك غزة وحدها ، حتى ﻻتمارس عليها ضغوط ومساومات ، وحتى تستطيع المقاومة الجهادية أن تلقي بكل ما لديها في مواجهة إسرائيل ، وحتى تتداعى شعوب العالم من اﻷحرار نحو غزة ، لعل الله يرينا مصداق قوله تعالى :
كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ..
هذه اﻷمة تنضجها المحن ، وتتربى على نار الإبتلاءات ، حتى تتجرد من كل حول وقوة إﻻ من الله وحده ، وحتى تخلص نيتها وقصدها في كل عملها وهي تحاول العودة لمنهج الله متحررة من كل تبعية لقوى في شرق أو غرب .
في غزة فئة ترابط في سبيل الله ، الجهاد سبيلها والموت في سبيل الله أسمى أمانيها .
في غزة نموذج ﻹسلام يحاول تحررا وإعذارا وإقامة حجة على البشرية الظالمة ،
وحضارة غرب ترتع في مستنقع البطش والهيمنة قرصنة ونهبا لخيرات الشعوب المغايرة لها في الدين .
هذه الحضارة تعيش جاهلية القيم والمثل ، وبداوة اﻹنسانية اﻷقرب إلى منطق الغاب ،
هذه الحضارة بكل تفوقها المادي على كل المستويات ، والتي تفخر بعهود دولية للحقوق والحريات لم تستطع أن ترقى في حسها اﻹنساني إلى ما ارتقت إليه بشرية الجاهلية فيما قبل اﻹسﻻم حين استطاعت أن تنجز " حلف الفضول " في مواجهة الظلم والقوة الغاشمة التي تستضعف اﻹنسان .
من غزة ستنطلق العزة والكرامة يصنعها اﻷباة الثقاة لتكون دروسا بالغة لكل الطواغيت من كل جنس ولون ، ولكل الشعوب المستحمرة :
أن القوة لله جميعا والعاقبة للتقوى
سيعود اﻹسلام من خلال فئة تضرب المثل في الصمود والثبات ، على الجهاد ومقاومة باطل البشرية في جاهليتها المتغطرسة في قرنها الواحد والعشرين ، ليكون قرن الصعود اﻹسلامي ﻻكما يريدونه بلا إسلام